شرح مسند ابی حنیفه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وقد روى من أوجه غريبة عن عثمان مكررا للمسح إلا أنه
مع
خلاف الحفاظ ليس بحجة عند أهل العلم ( فهل كان معناه ) أي معنى تثليث مسح الرأس ( محمولا إلا على ما
ذكرنا ) لا على ما فهم الشافعي وأصحابه ( فمن جعل أبا حنيفة غالطا في رواية المسح ثلاثا ) أي مع أنه يقل
بظاهره ( فقد وهم ) أي أخطأ فيما وهم وسهى فيما فهم ، ( وكان هو ) أي الملفظ ( بالغلط أولى ) أي أحق ( وأخلق
أجدر وأليق ( وقد غلط شعبة ) ، وهو إمام جليل يسمى أمير المؤمنين في علمالحديث ، ( وفي هذا الحديث ) أي
في إسناده ( غلطا فاحشا ) أي ظاهرا ( عند الجمع ) ، أي جميع المحدثين ، ( وهو ) أي غلط ( رواية هذا الحديث
عن مالك عن عرفة ) بضم مهملة فسكون راء وضم فاء رواهما طاوس ( عن عبد خير .عن علي فصحف ) أي حرف شعبة ( الإسمين في إسناده ، فقال : بدل خالد مالك ، وبدل علقمة عرفطة ) وهما غلطان
في الحقيقة ، ( ولو كان هذا الغلط أو نحوه من أبي حنيفة لنسبوه ) أي أعداؤه من المحدثين ، أو الفقهاء
المحدثين ( إلى الجهالة ) ، ما أي في الحديث ، ( ولقلة المعرفة ) أي بالأسانيد ، ( ولأخرجوه من الدين ) أي
نقصا من غير اليقين ، مع أنه أفضل المجتهدين .( وهذا ) أي ما ذكر من النسبة المذمومة ( من قلة الورع ) أي من عدم التقوى ( واتباع الهوى ) من جهة التعصب
الذي عمه البلوى ، وذلك لأن الإمام قد يصيب وقد يخطئ والإنسان قد يسهو وينسى وكل أحد يقبل كلامه ويرد
إلا المعصوم من جانب الله الأحد على أن الإنسان مأخوذ من النسيان ، فسبحان من لا ينسى وقد رفع عن هذه
الأمة الخطأ والنسيان وقال تعالى : ( فلا تنسى إلا ما شاء الله )