شرح مسند ابی حنیفه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
في ديارهم ، أو في بيتهم بالمدينة ، ومحلاتهم ، ( فذبحوا له شاة ) أي لضيافته ، ( وصنعوا له
طعاما ، فأخذ من اللحم ، شيئا ، فلاكه ) هو المضغ ، أو مضغ صعب ، على ما في القاموس ، والمراد هنا ،
الأول ، فتأمل ، ( فمضغه ) أي فاستمر على مضغه ( ساعة ) أي زمانا قليلا ( لا يسيغه ) أي لا يقدر على
ابتلاعه وإنزاله في حلقه ( فقال : ما شأن اللحم ) أي خبره وحاله ، ( قالوا : شاة لفلان ، ذبحناها ) أي
بغير إذنه وعلمه ، ( وقصدنا حتى يجئ ) أي يحضر ( فنرضه من ثمنها ، قال ) أي الراوي ( فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم " أطعموها الأسراء " ) جمع أسير ، وهم الفقراء من الكفار ، والمحبوسون من المسلمين ،
وذلك بشبهة في أكله ، وإلا فيحتمل أنهم عرفوا إرضاء صاحبهم البتة بهذا مجانا ، أو مبادلا ، وفيه
دلالة على أن الغاصب إذا ذبح شاة الغير ، منها ، أو ملكها خبيثا يجب عليه أن يتصدق بها .وفي رواية ( عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، أن رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم صنع طعاما ، وقمنا
معه ، فلما وضع الطعام ، تناول النبي صلى الله عليه وسلم طعاما فدعاه ) ، أي فطلب النبي صلى الله عليه
وسلم لأكله .( فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقمنا معه فلما وضع الطعام ، تناول النبي صلى الله عليه وسلم
لضغة ) بفتح الموحدة ، وبكسرها أي قطعة من ذلك اللحم ، ( فلاكها في فيه ) أي فمه ( طويلا ) أي مديدا زيادة
على العادة ( فجعل لا يستطيع أن
يأكلها )