شرح مسند ابی حنیفه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
سبق بعض الكلام عليه ( قال : فكتب رسول الله صلى الله
تعالى عليه وسلم ) أي هذه الآية ( وبعث بها إلى وحشي فلما قرأت عليه قال : أما هذه الآية ) أي بظاهرها ،
فنعم أوسع من غيرها ، ( ثم أسلم ) ولا يتوهم أن الآية على عمومها ، وأنها ناسخة لما قبلها ، فإن آية ( إن
الله لا يغفر أن يشرك به ) إلى آخره ، محكمة بإجماع الأئمة ، مع أن الأخبار لا تنسخ عند العلماء
الأحبار ، فلابد في هذه الآية من قيد المشيئة إن كان الخطاب للمؤمنين لما سبق من الآية ، أو من تقييد
الذنوب لما سبق في حال الكفر ، إن كان الخطاب للكافرين ، لقوله تعالى : ( قل للذين كفروا إن ينتهوا
يغفر لهم ما قد سلف ) ( فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني قد أسلمت
فاذن لي في لقائك ) أي ملاقاتك ، أو في مشاهدة رؤيتك ، ( فأرسل إليه رسول الله صلى الله تعالى عليه
وسلم : وار ) من الموارات ، أي استر ( عني وجهك فإني لا أستطيع ) أي بمقتضى الجبلة البشرية ( أن أملأ
عيني من قاتل حمزة عمي ) والظاهر أنه ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم وما رآه عليه السلام بعد
الإسلام ، فلا يعد من الصحابة الكرام .فذكره معهم مسامحة لبعض العلماء الأعلام .روي أنه عليه الصلاة والسلام خرج يوم أحد يلتمس حمزة ، فوجده ببطن الوادي قد يفرز بطنه عن كبده ،
ومثل به فجدع أنفه وأذناه ، ونظر عليه الصلاة والسلام إلى شئ لم ينظر إلى شئ أوجع لقلبه منه ، فقال :
رحمة الله عليك
لقد كنت فعولا للخير ، وموئلا للرحمة ، أما والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك ، فنزلت عليه خواتيم
سورة النحل ، فصبر وكفر عن يمينه وأمسك عما أراد .