شرح مسند ابی حنیفه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وقد روي من أوجه كلها ضعيفة ، وسئل الإمام أحمد ، فيما حكاه الجوزي عنه في العلل المتناهية ، فقال :
إنه لا يصح عندنا في هذا الباب شئ ، أي لا يصح ، وكذا قول إسحاق بن راهوية ، إنه لم يصح ، فإنه لا ينافى
أنه يحسن هذا .وقال العراقي : وقد صحح بعض الأئمة بعض طرقه ، وقال المزني : إن طرقه تبلغ به رتبة الحسن .وقال الديلمي : روى أيضا من حديث أبي بن كعب ، وحذيفة رضي الله عنه ، وسلمان وسمرة بن جندب ، ومعاوية
بن جيده ، وأبي أيوب ، وأبي هريرة ، وعائشة بنت الصديق .وعائشة بنت قدامة وأم هاني ، وقد ثبت مخارجها في الأحاديث المتواترة ، كذا ذكره شيخ مشايخنا ، جلال
الدين السيوطي .وقال الزركشي : روى من أوجه في كل طرقه مقال .وأخرجه ابن ماجه عن كثير بن شنظير ، عن محمد بن سيرين بن كثير ، مختلف فيه ، والحديث حسن ، وقال ابن
عبد البر : روي من وجوه ، كلها معلول ، وقال ابن أبي داود : سمعت أبي يقول : ليس في طلب العلم فريضة أصح
من هذا ، يعني من سنده الذي ذكره هذا .وفي شرح الجامع الصغير للعلقمي ، سئل النووي عن هذا الحديث ، فقال :إنه ضعيف ، وإن كان معناه صحيحا .وقال تلميذه الحافظ : هذا الحديث روي من طرق تبلغ رتبة الحسن ، وهو كما قال :
فإني رأيت له خمسين طريقا
، جمعتها في جزء ، وحكمت بصحته .لكنه من القسم الثاني ، وهو الصحيح لغيره ، قلت : وقد سبق أن بعضهم صحح بعض طرقه ، فهو من القسم الثاني
من الصحيح لذاته ، ثم اعلم أن المراد بهذا العلم ، هو الذي لا يسع البالغ العاقل ، جهله ، أو علم ما
يطرأ له خاصة ، أو أراد أنه فريضة على كل مسلم حتى يقوم به من فيه الكفاية .