شرح مسند ابی حنیفه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لعله أراد عدد أيام خلق أصول الدنيا ، المفهوم من قوله سبحانه
وتعالى ( الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ) وستة أيام عدد أيام الدنيا باعتبار ما مضى بالنسبة
إلى القائل ، وإلا فقد ثبت أن عمر الدنيا سبعة أيام كل يوم ألف سنة ، وإن آخر من يخرج من الناس من عصاة
المؤمنين ، من لبث فيها سبعة آلاف سنة ، عمر الدنيا ، ومع هذا قلنا : فلابد من اعتبار كسر فيها ، فأنا
نحن الآن في سنة اثني عشر بعد الألف الذي هو السابع ، نعم يتجاوز عن خمسمائة ، وإلا فلزم أن يكون
ثمانية آلاف كما حققه شيخ مشايخنا السيوطي في رسالته الكشف في مجاوزة هذه الأمة من الألف ، وخلاصته
، أنه أراد الحقب ثمانون سنة ، وكل سنةاثنتي عشر شهرا وكل شهر ثلاثون يوما ، وكل يوم ألف سنة .وروى ذلك عن علي رضي الله تعالى عنه ، كما في تفسير البغوي ، لكن لا يخفى أنه لا يندفع به الاشكال
الوارد بحسب الظاهر لمتبادر في قوله سبحانه ( إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا .
لابثين فيها أحقابا ) فإن قد يتوهم منه انقطاع العذاب بعد لبث الأحقاب .فالأظهر في الجواب ، أن العدد لا مفهوم له ، أو هو ليس ظرفا لما قبله من قوله لابثين ، بل لما بعده من
قوله ( لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا ) فيفيد أنهم بعدها يذوقون أشياء أخر ، من
ضريع وزقوم ، وصديد ونحوها ، والمراد ، التكثير لا التحديد ، فقد قال الحسن : إن الله تعالى لم يجعل
لأهل النار مدة ، بل قال : ( لابثين فيها أحقابا ) فوالله ما هو إلا أنه مضى حقب دخل إلى الأبد ، فليس
للأحقاب عدة إلا الخلود .