شرح مسند ابی حنیفه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وهو ممن شهد أحد ، أو بعدها ، وكان مهاجرا أنصاريا
عقبيا ( ورأيته وسمعت منه وأنا ابن أربع عشرة سنة ، سمعته يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : " حبك الشئ يعمي ) من الإعماء ( ويصم " ) من الإصمام ،والحديث رواه أبو داود ، من حديث أبي الدرداء
، مرفوعا ، وقد وهم الصنعاني فحكم عليه بالوضع .قال السخاوي : ويكفينا سكوت أبي داود عليه ، فليس بموضوع ، ولا شديد الضعف وحسن ، قلت وفي الجامع
الصغير للسيوطي ، رواه أحمد والبخاري في تاريخه ، وأبو داود عن أبي الدرداء والخرايطي في اعتلال
القلوب عن أبي بردة ، وابن عباس ، عن عبد الله بن أنيس ، انتهى .وقد ذكر صدر الأئمة المكي ، والسيد الحافظ الديلمي ، وبرهان الإسلام الغزنوي ، أن الإمام لقي عبد
الله بن أنيس .وذكر الكردري : أنه ذكر في المناقب بالإسناد عن أبي داود الطيالسي ، قال : سمعت الإمام يقول : قدم
علينا بالكوفة عبد الله بن أنيس عام أربع وتسعين ، وأنا ابن أربع عشرة سنة ، سمعته يقول : قال صلى
الله عليه وسلم : " حبك الشئ يعم ويصم " لكن في ملاقاة عبد الله بن أنيس ، به إشكال ، لأن أهل السير
والتواريخ مجموعون على أنه مات بالمدينة عام أربع وخمسين قبل ولادة الإمام بسنتين ، انتهى ، فيحمل
الرواية على نوع من المرسل ، فتأمل .ثم اعلم أن الحب ربطة القلب بالشئ رغبا وانصبابا ، الهم عليه ، وانكباب الهمة إليه خاليا ، ويتخلف
باختلاف كدر القلب ، وصفائه ، قلوب المالئين إنائه ، فمن محب للحق ومحب للباطل ، ومحب للعلي الأعلى ،
ومن متعلق بالأقل
فمحب الحق أبكم وأصم وأعمى من غير مولاه ،