شرح مسند ابی حنیفه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
قال أبو حنيفة ما قلت بالمسح حتى جاء فيه مثل ضوء النهار ، أي من كثرة
الأخبار والآثار ، وعنه أخاف الكفر على من لم ير المسح على الخفين لأن الآثار التي جاءت فيه في حيز
التواتر .وروى ابن المنذر في آخرين عن الحسن البصري قال : حدثني سبعون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه عليه الصلاة والسلام مسح على الخفين نفل صلى الله عليه وسلم على راحلته وبه ( عن حماد عن
مجاهد ) أي ابن جبير بفتح الجيم وسكون موحدة مولى عبد الله بن السائب المخزومي من طبقة الثانية من
تابعي مكة وفقهائها ، كان إماما في القراءة والتفسير ( أنه صحب عبد الله بن عمر من مكة ) المعظمة إلى
المدينة المكرمة ( فصلى ) أي ابن عمر ( النوافل على راحلته ) أي دابة حيث سارت كماأشار إليه بقوله : (
قبل المدينة ) بكسر القاف وفتح الموحدة أي جهتها وجانبها ( يومئ ) بضم ياء وسكون واو وكسر ميم فهمز (
ويبدل ) أي يشير ( في ركوعه وسجوده إيماء ) وإشارة يطيقه بحيث يخفض سجوده عن ركوعه ( إلا المكتوبة
والوتر ) استثناء أي لكن المفروضة والوتر لا يصليها على راحلته ( فإنه كان ينزل لهما عن دابته ) لعلو
رتبتهما عن النفل ورتبته ففيه دلالة على قول أبي حنيفة إن الوتر واجب ، وهو فرض عملي لا اعتقادي
لثبوته بدليل ظني بخلاف الصلاة المفروضة فإن دليلها قطعي ( قال ) مجاهد : ( فسألته ) أي ابن عمر ( عن
صلاته على راحلته ) أي عن دليل جوازها عليها ( ووجهه إلى المدينة )