مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و الجواب عنه من وجهين الأول: أن إنزالهخمسة آلاف من الملائكة كان مشروطاً بشرطأن يصبروا و يتقوا في المغانم ثم أنهم لميصبروا و لم يتقوا في المغانم بل خالفواأمر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فلمافات الشرط لا جرم فات المشروط و أما إنزالثلاثة آلاف من الملائكة فإنما وعد الرسولبذلك للمؤمنين الذين بوأهم مقاعد للقتال وأمرهم بالسكون و الثبات في تلك المقاعد،فهذا يدل على أنه صلّى الله عليه وسلّمإنما وعدهم بهذا الوعد بشرط أن يثبتوا فيتلك المقاعد، فلما أهملوا هذا الشرط لاجرم لم يحصل المشروط.

الوجه الثاني: في الجواب: لا نسلم أنالملائكة ما نزلت، روى الواقدي عن مجاهدأنه قال: حضرت الملائكة يوم أحد ولكنهم لميقاتلوا، و روي أن رسول اللّه صلّى اللهعليه وسلّم أعطى اللواء معصب بن عمير فقتلمصعب فأخذه ملك في صورة مصعب، فقال رسولاللّه صلّى الله عليه وسلّم تقدم يا مصعبفقال الملك لست بمصعب فعرف الرسول صلّىالله عليه وسلّم أنه ملك أمد به، و عن سعدبن أبي وقاص رضي اللّه عنه أنه قال: كنتأرمي السهم يؤمئذ فيرده علي رجل أبيض حسنالوجه و ما كنت أعرفه، فظننت أنه ملك، فهذاما نقوله في تقرير هذا الوجه.

إذا عرفت هذا فنقول: نظم الآية على هذاالتأويل أنه تعالى ذكر قصة أحد، ثم قال: وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِالْمُؤْمِنُونَ أي يجب أن يكون توكلهم علىاللّه لا على كثرة عددهم و عددهم فلقدنصركم اللّه ببدر و أنتم أذلة فكذلك هوقادر على مثل هذه النصرة في سائر المواضع،ثم بعد هذا أعاد الكلام إلى قصة أحد فقال:إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَ لَنْيَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْرَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَالْمَلائِكَةِ.

القول الثاني: أن هذا الوعد كان يوم بدر، وهو قول أكثر المفسرين، و احتجوا على صحتهبوجوه.

الحجة الأولى: أن اللّه تعالى قال: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ [آل عمران: 123]، إِذْتَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَ لَنْيَكْفِيَكُمْ كذا و كذا، فظاهر هذا الكلاميقتضي أن اللّه تعالى نصرهم ببدر حينماقال الرسول للمؤمنين هذا الكلام، و هذايقتضي أنه عليه الصلاة و السلام قال هذاالكلام يوم بدر.

الحجة الثانية: أن قلة العدد و العدد كانتيوم بدر أكثر و كان الاحتياج إلى تقويةالقلب ذلك اليوم أكثر، فكان صرف هذاالكلام إلى ذلك اليوم أولى.

الحجة الثالثة: أن الوعد بإنزال ثلاثةآلاف من الملائكة كان مطلقاً غير مشروطبشرط، فوجب أن يحصل، و هو إنما حصل يوم بدرلا يوم أحد، و ليس لأحد أن يقول إنهم نزلوالكنهم ما قاتلوا لأن الوعد كان بالإمدادبثلاثة آلاف من الملائكة، و بمجرد الإنزاللا يحصل الإمداد بل لا بد من الإعانة، والإعانة حصلت يوم بدر و لم تحصل يوم أحد،ثم القائلون بهذا القول أجابوا عن دلائلالأولين فقالوا:

ما الحجة الأولى: و هي قولكم: الرسول صلّىالله عليه وسلّم إنما أمد يوم بدر بألف منالملائكة.

فالجواب عنها: من وجهين‏الأول: أنه تعالىأمد أصحاب الرسول صلّى الله عليه وسلّمبألف ثم زاد فيهم ألفين فصاروا ثلاثةآلاف، ثم زاد ألفين آخرين فصاروا خمسةآلاف، فكأنه عليه الصلاة و السلام قال لهم:ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بألف منالملائكة فقالوا بلى، ثم قال: ألن يكفيكمأن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف فقالوا بلى، ثمقال لهم: إن تصبروا و تتقوا يمددكم ربكمبخمسة آلاف، و هو كما روي أنه صلّى اللهعليه وسلّم قال لأصحابه: «أيسركم أنتكونوا ربع أهل الجنة قالوا نعم قالأيسركم أن تكونوا ثلث أهل الجنة قالوا نعمقال فإني أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة».

/ 175