مکاسب المحرمه جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
كانت الصور و التماثيل فيها بنحو التجسيم كهيئة غزال مثلا نائم أو قائم بحيث كان صدق عليه الغزال المجسم : كان لاجل القرائن ، و لهذا لو سئل عن العرف ان هذه الصورة أو المثال صورته من جميع الوجوه لاجاب بالنفي ، و لا اقل من كون الصدق الحقيقي محلا للشك سيما مع الشواهد المذكورة في الجواهر و غيره و شواهد اخر تأتي الاشارة إلى بعضها و لو نوقش فيما ذكر و ادعى الصدق العرفي في المجسم و غيره .فنقول ان الظاهر طايفة من الاخبار بمناسبة الحكم و الموضوع ان المراد بالتماثيل و الصور فيها هى تماثيل الاصنام التي كانت مورد العبادة ، كقوله : من جدد قبرا " أو مثل مثالا فقد خرج عن الاسلام ( 1 ) و قوله : من صور التماثيل فقد ضاد الله ( 2 ) و فيه احتمال آخر ينسلك به في الطايفة الثانية ، و قوله : اشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا أو قتله نبى و رجل يضل الناس بغير علم و مصور تصور التماثيل ( 3 ) و قوله : ان من اشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون و أمثالها فان تلك التوعيدات و التشديدات لا تناسب مطلق عمل المجسة أو تنقيش الصور ، ضرورة أو عملها لا يكون أعظم من قتل النفس المحترمة أو الزنا أو اللواطة أو شرب الخمر و غيرها من الكبائر ، و الظاهر ان المراد منها تصوير التماثيل التي هم لها عاكفون مع احتمال آخر في الاخيرة ، و هو ان المراد بالمصورون القائلون بالصورة و التخطيط في الله تعالى كما هو مذهب معروف في ذلك العصر .و المظنون الموافق للاعتبار و طباع الناس ، ان جمعا من الاعراب بعد هدم أساس كفرهم و كسرا صنامهم بيد رسول الله صلى الله عليه و آله و امره : كانت علقتهم بتلك الصور و التماثيل باقية في سر قلوبهم ، فصنعوا أمثالها حفظا لآثار اسلافهم و حبا لبقائها كما نرى حتى اليوم علاقة جمع بحفظ آثار المجوسية و عبده النيران في هذه البلاد حفظا لاثار أجدادهم ، فنهى النبي صلى الله عليه و آله عنه بتلك التشديدات و التوعيدات التي