مکاسب المحرمه جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
له البهتان ، فالمقسم غيبة ، و القسم كذلك ، فالغيبة على ما هو ظاهر كلامه و كلام من عبر بمثله لها معنى عام مشترك بين البهتان و الغيبة بالمعني الخاص فيرجع كلامهم إلى كلام صاحب المصباح الذي كالصريح في ذلك بل يمكن الاستظهار من كلام الجماعة ان هذا التقسيم للغيبة امر حادث اصطلاحي فلو نوقش في الظهور فلا اقل من الاحتمال القريب و ما ذكرناه محتمل القاموس ايضا حيث كان من دأبه ذكر المعاني المتعددة لشيء متعاقبا فقوله : غابه عابه و ذكره بما فيه ، لا يبعدان يكون من قبيل تعداد المعاني لا العطف التفسيرى نعم ظاهر المنجد ان العطف تفسيري لعدم جعل علامة التعداد بينهما ، و ما ذكرناه هو الظاهر من شأن نزول لا يغتب بعضكم بعضا ( الخ ) على ما في مجمع البيان ( 1 ) قال : و قوله : لا يغتب بعضكم بعضا نزل في رجلين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله اغتابا رفيقهما و هو سلمان و أسامة بعثاه إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ليأتي لهما بطعام ، فبعثه إلى اسامة بن زيد خازن رسول الله صلى الله عليه و آله على رحله فقال : ما عندي شيء ، فعاد إليهما فقالا : بخل اسامة و قالا لسلمان : لو بعثناه إلى بئر سميحة لغارمائها ثم انطلقا يتجسسان عند اسامة ما امر لهما به رسول الله صلى الله عليه و آله فقال لهما : مالى ارى خضرة اللحم في أفواهكما قالا : يا رسول الله صلى الله عليه و آله ما تناولنا يومنا هذا لحما قال : ظللتم تأكلون لحم سلمان و اسامة فنزلت الآية ( انتهى ) و معلوم ان سلمان و أسامة لم يكونا على ما وصفاهما ، فقد نزلت الآية حسب هذا النقل في مورد التهمة .و ظاهر الطبرسي الجزم بكون النزول لذلك ، و لا يخلو هذا النحو من الارسال من مثله من نحو اعتبار ، و هو مقتضى إطلاق صحيحة هشام ( 2 ) و مرسلة ابن ابى عمير ( 3 ) عن أبي عبد الله عليه السلام من قال في مؤمن : ما رأته عيناه و سمعته اذناه فهو من الذين قال الله ( الخ ) فان إطلاق ما سمعته اذناه يشمل الموافق للواقع ، كما ان الآية الكريمة واردة في قضية الافك و مربوطة بها ، فراجع الكتاب العزيز و ان كان اطلاقها يشمل البهت و غيره ، و هو الظاهر من بعض الروايات ، مثل ما عن المجالس بسنده ( 4 ) عن
1 - في تفسير قوله تعالى ( لا يغتب بعضكم بعضا الخ ) سورة الحجرات - الاية 12 .2 - و 3 - و 4 - الوسائل - كتاب الحج - الباب 152 - من أبواب أحكام العشرة - الثالثة ضعيفة بعلقمة بن محمد .