مکاسب المحرمه جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
عن معنى الآية سمى غيبة ام لا .و فيه مضافا إلى ان مارمناه في المقام هو تحصيل مفهوم الغيبة عرفا أو ما يعتبر في عنوانها بدليل شرعي ليترتب عليه احكامها الخاصة ، و قد علمت ان الرواية و لو مع استشهادها بالآية قاصرة عن إثبات عنوانها : ان إطلاق صدرها لما لم يقصد الانتقاص ممنوع ، فان الظاهر من مجموع الرواية سيما قوله عليه السلام : و لا تذيعن عليه شيئا تشينه و تهدم مروته : ان النهى متعلق بذكر عيوبه لشينه و هدم مروته و لا اقل من ان يكون ذكره ملازما له ، و معه لا ينفك قصده عن قصد التعييب و لو بالحمل الشايع ، فلا تشمل ما إذا كان قصده من ذكره عدم التعييب بل ذكره عند الطبيب لعلاجه ، و عند الغنى للتحرم عليه ، و عند الحاكم لدفع الظلم عنه ، لعدم صدق انه شانه و هدم مروته و اغتابه و عابه ، و ليس المراد من قصد الانتقاص قصد عنوانه و لا من حب شيوع الفاحشة في الآية حب عنوانه جزما ، بل المراد حب شيوع ما هو فاحشة بالحمل الشايع و قصد الانتقاص كذلك ، فلا ينبغى الاشكال في ان الظاهر من الرواية ان من ذكر عيب الغير و اذاعه و شأنه و هدم مروته : داخل في الآية كما لا شبهة في ان مفاد الآية ليس الا حرمة افشاء الفاحشة و هو الظاهر عرفا من قوله : يحب ان تشيع الفاحشة في فلان أو في الذين آمنوا ، فحينئذ يكون ما في الرواية داخلا في الآية من تصرف فيها .و اما ما افيد : من القرينة العقلية و من تفريع الآية على الرواية و تبعيتها في الاطلاق ( فغير وجيه ) لان ذكر الآية انما هو لا خافة المكلف عن العذاب الاليم الموعود لمن يشيع الفاحشة في المؤمن ، لا التنبيه على ان قاصد السبب قاصد للمسبب و ليس ذكر الآية تفريعا على نحو سائر التفريعات حتى يقال : تتبعها في الاطلاق بل الظاهر ان ذكرها لمجرد التنبيه على إيعاد الله تعالى و التذكير بان اذاعة عيب الناس موجبة للعذاب الاليم ، و الانصاف ان الرواية بعيدة عن افهام ما ذكر : من الوجه العلمي و الفنى .و منها مرسلة ابن أبي عمير ( 1 ) عن أبي عبد الله عليه السلام و صحيحة هشام عنه عليه السلام قال : من قال