مکاسب المحرمه جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
الاليم ، فدعوى عدم إمكان التفكيك تحتاج إلى بينة مفقودة في المقام .و دعوى ان رسول الله صلى الله عليه و آله العالم بالاحكام الآتية لا محالة ينزل الشيء منزلة الآخر في جميع الاحكام السابقة و اللاحقة فالإِطلاق يقتضى ترتبها عليه مطلقا ( سديدة ) لان طريق علمه الوحي الالهى ، و المفروض عدم الايحاء اليه ، و لو قلنا : بانه عالم بها لاحاطته باللوح المحفوظ فهو علم عادي ليس مناط جعل الاحكام في ظاهر الشريعة ، و لا شبهة في تدريجية الاحكام نزولا و إجراء و فعلية ، و بالجملة الدعوي عدم الاطلاق بالنسبة إلى الاحكام المفقودة حال التنزيل و عدم ثبوته الا في الاحكام المحرزة حاله .و ان شئت قلت : ان غاية ما أثبتناه بحكم الاطلاق في قبال مدعى كفاية التنزيل بلحاظ أظهر الآثار : ان جميع الاحكام الثابتة للمنزل عليه ثابت للمنزل ، و ان اظهرية الاثار لا توجب رفع اليد عن الاطلاق الا مع الانصراف ، و اما ان الاطلاق يقتضى ثبوت أحكام ثابتة للمنزل عليه حال التنزيل للمنزل في ظرف ثبوتها للمنزل عليه فلا .بل يمكن الاشكال في التنزيلات الواردة في لسان الائمة عليهم السلام بناء على كشفها عن تنزيل رسول الله صلى الله عليه و آله بعين ما تقدم ( نعم ) لو كان التنزيل منهم ، و الدعوى و المجاز منهم ، لا كاشفا عن تنزيله صلى الله عليه و آله يؤخذ بإطلاقه ، و لا ينظر إلى كيفية ثبوت الاحكام للمنزل عليه ، و وجهه واضح .بل يمكن ان يقال : ان التنزيل بنحو الاطلاق في لسان الائمة المتأخرين عن عصر الوحي يكشف عن التنزيل المطلق في لسان رسول الله صلى الله عليه و آله و لو قلنا بالكشف ، لان التنزيل لو كان في بعض الاحكام لكان عليهم البيان بعد كون النقل لبيان الحكم الشرعي ، فمع تمامية مقدمات الاطلاق يؤخذ بإطلاق الكاشف ، و يكشف إطلاق المنكشف ، فبقى الاشكال فيما إذا نقل تنزيل من رسول الله صلى الله عليه و آله من طريقهم عليهم السلام ، فتحصل من جميع ما ذكرناه ان الاستدلال بالنبوي لكون الاستماع كبيرة : وجيه بوجوه .