مکاسب المحرمه جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ثم ان المحرم هل هو استماع الغيبة المحرمة ، فتكون حرمته تابعة لحرمتها أو هو محرم مستقل في قبال الغيبة ، من تبعية لها في الحكم .يمكن الاستدلال على استقلاله ، و عدم تبعيته بالاخبار .منها : حديث المناهي ( 1 ) و فيه : ان رسول الله صلى الله عليه و آله نهى عن الغيبة و الاستماع إليها ، و نهى عن النميمة و الاستماع إليها ، بان يقال : ان الظاهر ان النهى متعلق باستماع طبيعة الغيبة ، لا الغيبة المنهي عنها كما ان النهى عن الغيبة لم يتعلق بالغيبة المنهي عنها .و ان شئت قلت : ان الظاهر ان متعلق النهى في الاول و متعلق المتعلق في الثاني شيء واحد ، و هو نفس طبيعتها ، و كما ان مقتضى الاطلاق في قوله : نهى عن الغيبة حرمتها سواء حرم استماعها على المستمع ام لا فكذلك مقتضى إطلاق قوله : و الاستماع إليها حرمته سواء حرمت الغيبة على المغتاب ام لا ، و بذلك يعلم عدم تبعيته لها في الحكم ، الا ان يناقش في إطلاق حديث المناهي بان يقال : ان نفس مناهى الرسول صلى الله عليه و آله ليست بأيدينا حتى يمكن الاخذ بإطلاقها و الرواية الحاكية عنها انما جمع فيها شتات الاحاديث و النواهي الواردة بالفاظ مذكورة فيها ، و انما هى في مقام عدها بنحو الاجمال و الاهمال ، و ليس فيها إطلاق ، و بالجملة لا إطلاق في الحاكي لكونه في مقام عد أصل المناهي بنحو الاهمال ، و لا اقل من عدم إحراز كونه في مقام بيان كل عنوان بخصوصياتها ، و لا علم لنا بالمحكي عنه .و منها ما عن جامع الاخبار عن سعيد بن جبير ( 2 ) قال صلى الله عليه و آله : ما عمر مجلس بالغيبة الا خرب من الدين ، فتنزهوا اسماعكم من استماع الغيبة ، فان القائل و المستمع لها شريكان في الاثم ، بان يقال : ان إطلاق قوله فتنزهوا اسماعكم يقتضى عدم جواز الاستماع مطلقا ، و كونه تفريعا على الجملة السابقة المذكورة