مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
بالبراءة عن ابن عباس و الحسن و الجبائيفيكون المعنى همت طائفة منهم أن يزيلوك عنالحق بشهادتهم للخائنين حتى أطلعك اللهعلى أسرارهم (و ثانيها) أنهم وفد ثقيفالذين التمسوا من رسول الله ما لا يجوز وقد مضى ذكرهم عن ابن عباس أيضا (و ثالثها)أنهم المنافقون الذين هموا بإهلاك النبي والمراد بالإضلال القتل و الإهلاك كما فيقوله تعالى أَ إِذا ضَلَلْنا فِيالْأَرْضِ فيكون المعنى لو لا حفظ اللهتعالى لك و حراسته إياك لهمت طائفة منالمنافقين أن يقتلوك و يهلكوك و مثله وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا عن أبي مسلم«وَ ما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ»أي و ما يزيلون عن الحق إلا أنفسهم و قيل مايهلكون إلا أنفسهم و معناه أن وبال ما هموابه من الإهلاك و الإذلال يعود عليهم حتىاستحقوا العذاب الدائم «وَ مايَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ» أي لا يضرونكبكيدهم و مكرهم شيئا فإن الله حافظك وناصرك و مسددك و مؤيدك «وَ أَنْزَلَاللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ» أي القرآن و السنة و اتصالهبما قبله أن المعنى كيف يضلونك و هو ينزلعليك الكتاب و يوحي إليك بالأحكام «وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ» أي مالم تعلمه من الشرائع و أنباء الرسلالأولين و غير ذلك من العلوم «وَ كانَفَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً» قيلفضله عليك منذ خلقك إلى أن بعثك عظيم إذجعلك خاتم النبيين و سيد المرسلين و أعطاكالشفاعة و غيرها ثم قال «لا خَيْرَ فِيكَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ» أي أسرارهم ومعنى النجوى لا يتم إلا بين اثنين فصاعداكالدعوى «إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ»فإن في نجواه خيرا «أَوْ مَعْرُوفٍ» يعنيبالمعروف أبواب البر لاعتراف العقول بها وقيل لأن أهل الخير يعرفونها «أَوْإِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ» أي تأليفبينهم بالمودة و قال علي بن إبراهيم في تفسيره حدثني أبيعن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد اللهقال أن الله فرض التجمل في القرآن فقال قلتو ما التجمل في القرآن جعلت فداك قال أنيكون وجهك أعرض من وجه أخيك فتجمل له و هوقوله «لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْنَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَبِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ» الآية قال و حدثني أبي رفعه إلى أمير المؤمنينأنه قال أن الله فرض عليكم زكاة جاهكم كمافرض عليكم زكاة ما ملكت أيديكم «وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ» يعني ما تقدمذكره «ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ» أيلطلب رضاء الله «فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ» أينعطيه «أَجْراً عَظِيماً» أي مثوبة عظيمةفي الكثرة و المنزلة