مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
و كمتا مدماة كان متونها جرى فوقها واستشعرت لون مذهب فأعمل استشعرت و لو أعمل جرى لقال واستشعرته لون مذهب و مثل ذلك قول كثير:قضى كل ذي دين فوفى غريمه و عزة ممطولمعنى غريمها فأعمل وفى و لو أعمل قضى لقال قضى كل ذيدين فوفاه غريمه و هو كثير في القرآن والشعر و قوله «إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ» ارتفعامرؤ بإضمار فعل يفسره ما بعده و تقديره إنهلك امرؤ هلك و لا يجوز إظهاره لأن الثانييعبر عنه و قوله «فَإِنْ كانَتَااثْنَتَيْنِ» إنما ذكرت اثنتين و إن دلتالألف عليهما لأحد أمرين إما أن يكونتأكيدا للضمير كما تقول أنا فعلت أنا و إماأن يبين أن المطلوب في ذلك العدد دون غيرهمن الصفات من صغر أو كبر أو عقل أو عدمه بلمتى حصل العدد ثبت الميراث و هذا قول أبيعلي الفارسي و هو الصحيح و قوله «رِجالًاوَ نِساءً» بدل من قوله «إِخْوَةً» و هوخبر كان و قوله «يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْأَنْ تَضِلُّوا» في أن ثلاثة أقوال (أحدها)أن المعنى أن لا تضلوا أضمر حرف النفي وتلخيصه لئلا تضلوا عن الكسائي و أنشدالقطامي:رأينا ما يرى البصراء فيها فآليناعليها أن تباعا يريد أن لا تباع (و ثانيها) ما قالهالبصريون أن المعنى كراهة أن تضلوا فهوعلى هذا في موضع نصب بأنه مفعول له و مثلهقول عمرو بن كلثوم:فعجلنا القرى أن تشتمونا أي كراهة أن تشتمونا قالوا و لا يجوز أنيضمر لا لأنه حرف جاء لمعنى فلا يجوز حذفهو لكن يجوز أن تدخل لا في الكلام مؤكدة و هيلغو كقوله لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُالْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ و المعنىلأن يعلم و كقول الشاعر:و ما ألوم البيض أن لا تسخرا إذا رأينالشمط القفندرا و المعنى أن تسخرا (و ثالثا) ما قالهالأخفش و هو أن مع الفعل بتأويل المصدر وموضع أن نصب يبين و تقديره يبين الله لكمالضلال لتجتنبوه.