مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
في الحلال و الحرام و الفرائض و الحدود ويدخل في ذلك جميع الأقوال الأخر فيجبالوفاء بجميع ذلك إلا ما كان عقدا فيالمعاونة على أمر قبيح فإن ذلك محظور بلاخلاف ثم ابتدأ سبحانه كلاما آخر فقال«أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُالْأَنْعامِ» و اختلف في تأويله على أقوال(أحدها) أن المراد به الأنعام و إنما ذكرالبهيمة للتأكيد كما يقال نفس الإنسانفمعناه أحلت لكم الأنعام الإبل و البقر والغنم عن الحسن و قتادة و السدي و الربيع والضحاك (و ثانيها) أن المراد بذلك أجنة الأنعام التي توجد في بطون أمهاتهاإذا شعرت و قد ذكيت الأمهات و هي ميتةفذكاتها ذكاة أمهاتها عن ابن عباس و ابنعمر و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله(ع) (و ثالثها) أن بهيمة الأنعام وحشيهاكالظباء و بقر الوحش و حمر الوحش عن الكلبيو الفراء و الأولى حمل الآية على الجميع«إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ» معناهإلا ما يقرأ عليكم تحريمه في القرآن و هوقوله حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُوَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ الآيةعن ابن عباس و الحسن و مجاهد و قتادة والسدي «غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ» من قال أنه حال من«أَوْفُوا» فمعناه أوفوا بالعقود غيرمحلي الصيد و أنتم محرمون أي في حالالإحرام و من قال أنه حال من «أُحِلَّتْلَكُمْ» فمعناه «أُحِلَّتْ لَكُمْبَهِيمَةُ الْأَنْعامِ» أي الوحشية منالظباء و البقر و الحمر غير مستحليناصطيادها في حال الإحرام و من قال أنه حالمن «يُتْلى عَلَيْكُمْ» فمعناه أحلت لكمبهيمة الأنعام كلها إلا ما يتلى عليكم منالصيد في آخر السورة غير مستحلين اصطيادهافي حال إحرامكم «إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُما يُرِيدُ» معناه إن الله يقضي في خلقه مايشاء من تحليل ما يريد و تحريم ما يريدتحريمه و إيجاب ما يريد إيجابه و غير ذلكمن أحكامه و قضاياه فافعلوا ما أمركم به وانتهوا عما نهاكم عنه في قوله «أُحِلَّتْلَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ» دلالة علىتحليل أكلها و ذبحها و الانتفاع بها.