البث النشر يقال بث الله الخلق و منه قولهكَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ و بعضهم يقولأبث بمعناه بثثتك سري و أبثثتك سري لغتان وأصل الرقيب من الترقيب و هو الانتظار و منهالرقبى لأن كل واحد منهما ينتظر موت صاحبهيقال رقب يرقب رقوبا و رقبة و رقبا فعلىهذا يكون الرقيب فعيلا بمعنى الفاعل و هوالحافظ الذي لا يغيب عنه شيء.
المعنى
ابتدأ الله سبحانه هذه السورة بالموعظة والأمر بالتقوى فقال «يا أَيُّهَاالنَّاسُ» و هو خطاب للمكلفين من جميعالبشر و قيل النداء إنما كان سائر كتب اللهالسالفة بيا أيها المساكين و أما فيالقرآن فما نزل بمكة فالنداء بيا أيهاالناس و ما نزل بالمدينة فمرة بيا أيهاالذين آمنوا و مرة بيا أيها الناس«اتَّقُوا رَبَّكُمُ» معناه اتقوا معصيةربكم أو مخالفة ربكم بترك ما أمر به وارتكاب ما نهى عنه و قيل معناه اتقوا حقهأن تضيعوه و قيل اتقوا عقابه فكأنه قال يحقعليكم أن تتقوا عقاب من أنعم عليكم بأعظمالنعم و هي أن خلقكم من نفس واحدة و أوجدكمو من عظمت عنده النعمي فهو بالتقوى أولى وقيل إن المراد به بيان كمال قدرته فكأنهقال الذي قدر على أن خلقكم من نفس واحدةفهو على عقابكم أقدر فيحق عليكم أن تتركوامخالفته و تتقوا عقوبته و قوله «الَّذِيخَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ» المرادبالنفس هنا آدم عند جميع المفسرين و إنمالم يقل نفس واحد بالتذكير و إن كان المرادآدم لأن لفظ النفس مؤنث بالصيغة فهو كقولالشاعر:أبوك خليفة ولدته أخرى و أنت خليفة ذاكالكمال فأنث على اللفظ و لو قال من نفس واحد لجاز«وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها» يعني حواء (ع)ذهب أكثر المفسرين إلى أنها خلقت من ضلع منأضلاع آدم (ع) و رووا عن النبي (ص) أنه قال خلقت المرأة منضلع آدم (ع) إن أقمتها كسرتها و إن تركتها وفيها عوج استمتعت بها و روي عن أبي جعفر الباقر (ع) أن الله تعالىخلق حواء من فضل الطينة التي