ثم بين تعالى بعد التحليل و التحريم أنهيريد بذلك مصالحنا و منافعنا فقال اللهتعالى «يُرِيدُ اللَّهُ» ما يريد«لِيُبَيِّنَ لَكُمْ» أحكام دينكم ودنياكم و أمور معاشكم و معادكم «وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْقَبْلِكُمْ» فيه قولان (أحدهما) يهديكمإلى طريق الذين كانوا من قبلكم من أهل الحقو الباطل لتكونوا مقتدين بهم متبعينآثارهم لما لكم من المصلحة (و الآخر) سننالذين من قبلكم من أهل الحق و الباطللتكونوا على بصيرة فيما تفعلون و تجتنبونمن طرائقهم «وَ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ» أي ويقبل توبتكم و يقال يريد التوبة عليكمبالدعاء إليها و الحث عليها و تيسيرالسبيل إليها و في هذا دلالة على بطلانمذهب المجبرة لأنه بين تعالى أنه لا يريدإلا الخير و الصلاح «وَ اللَّهُ عَلِيمٌحَكِيمٌ» مر تفسيره «وَ اللَّهُ يُرِيدُأَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ» أي يلطف فيتوبتكم أن وقع منكم ذلك و قيل يريد أنيوفقكم لها و يقوي دواعيكم إليها «وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَالشَّهَواتِ» فيه أقوال- (أحدها)- إنالمعنى بذلك جميع المبطلين فإن كل مبطلمتبع شهوة نفسه في باطله عن ابن زيد- (وثانيها)- إن المراد بذلك الزناة عن مجاهد-(و ثالثها)- أنهم اليهود و النصارى عن