مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
خاصة و بالقرابات عامة يقال أحسنت إليه وأحسنت به و أحسنوا إلى اليتامى بحفظأموالهم و القيام عليها و غيرها من وجوهالإحسان و أحسنوا إلى المساكين فلاتضيعوهم و أعطوهم ما يحتاجون إليه منالطعام و الكسوة و سائر ما لا بد منه لهم«وَ الْجارِ ذِي الْقُرْبى وَ الْجارِالْجُنُبِ» قيل معناه الجار القريب فيالنسب و الجار الأجنبي الذي ليس بينك وبينه قرابة عن ابن عباس و مجاهد و قتادة والضحاك و ابن زيد و قيل المراد به الجار ذيالقربى منك بالإسلام و الجار الجنب المشركالبعيد في الدين و روي عن النبي (ص) أنه قال الجيران ثلاثةجار له ثلاثة حقوق حق الجوار و حق القرابةو حق الإسلام و جار له حقان حق الجوار و حقالإسلام و جار له حق الجوار المشرك من أهلالكتاب و قال الزجاج و «الْجارِ ذِي الْقُرْبى»الذي يقاربك و تقاربه و يعرفك و تعرفه و«الْجارِ الْجُنُبِ» البعيد و روي أن حدالجوار إلى أربعين دارا و يروى إلى أربعينذراعا قال و لا يجوز أن يكون المراد بذيالقربى من القرابة لأنه قد سبق ذكرالقرابة و الأمر بالإحسان إليهم بقوله «وَبِذِي الْقُرْبى» و يمكن أن يجاب عنه بأنيقال هذا جائز و إن كان قد سبق ذكر القرابةلأن الجار إذا كان قريبا فله حق القرابة والجوار و القريب الذي ليس بجار له حقالقرابة حسب فحسن إفراد الجار القريببالذكر «وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ» فيمعناه أربعة أقوال (أحدها) أنه الرفيق فيالسفر عن ابن عباس و سعيد بن جبير و جماعة والإحسان إليه بالمواساة و حسن العشرة (وثانيها) أنه الزوجة عن عبد الله بن مسعود وابن أبي ليلى و النخعي (و ثالثها) أنهالمنقطع إليك يرجو نفعك عن ابن عباس فيإحدى الروايتين و ابن زيد (و رابعها) أنهالخادم الذي يخدمك و الأولى حمله علىالجميع «وَ ابْنِ السَّبِيلِ» معناه صاحبالطريق و فيه قولان (أحدهما) أنه المسافرعن مجاهد و الربيع و قيل هو الضيف عن ابنعباس قال و الضيافة ثلاثة أيام و ما فوقهافهو معروف و كل معروف صدقة و روى جابر عن النبي كل معروف صدقة و إن منالمعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق و أن تفرغمن دلوك في إناء أخيك «وَ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ» يعني بهالمماليك من العبيد و الإماء و ذكر اليمينتأكيدا كما يقال مشت رجلك و بطشت يدك فموضعما من قوله «وَ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ»جر بالعطف على ما تقدم أي و أحسنوا إلىعبيدكم و إمائكم بالنفقة و السكنى و لاتحملوهم من الأعمال ما لا يطيقونه أمرالله عباده بالإحسان إلى هؤلاء أجمع«إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ» أي لا يرتضي«مَنْ كانَ مُخْتالًا» في مشيته«فَخُوراً» على الناس بكثرة المال تكبراعن ابن عباس و إنما ذكرهما