مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
دينهم فكذبهم الله تعالى «فَإِذاً لايُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً» أي لوأعطوا الدنيا و ملكها لما أعطوا الناس منالحقوق قليلا و لا كثيرا و في تفسير ابنعباس لو كان لهم نصيب من الملك لما أعطوامحمدا و أصحابه شيئا و قيل أنهم كانواأصحاب بساتين و أموال و كانوا لا يعطونالفقراء شيئا «أَمْ يَحْسُدُونَالنَّاسَ» معناه بل يحسدون الناس و اختلففي معنى الناس هنا على أقوال فقيل أراد بهالنبي (ص) حسدوه «عَلى ما آتاهُمُاللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ» من النبوة و إباحةتسع نسوة و ميله إليهن و قالوا لو كان نبيالشغلته النبوة عن ذلك فبين الله سبحانه إنالنبوة ليست ببدع في آل إبراهيم (ع)«فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَالْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ» يعني النبوة وقد آتينا داود و سليمان المملكة و كانلداود تسع و تسعون امرأة و لسليمان مائةامرأة و قال بعضهم كان لسليمان ألف امرأةسبعمائة سرية و ثلاثمائة امرأة و كانلداود مائة امرأة فلا معنى لحسدهم محمداعلى هذا و هو من أولاد إبراهيم (ع) و هم أكثرتزويجا و أوسع مملكة منه عن ابن عباس والضحاك و السدي و قيل لما كان قوام الدينبه صار حسدهم له كحسدهم لجميع الناس (وثانيها) إن المراد بالناس النبي (ص) و آله عن أبيجعفر (ع) و المراد بالفضل فيه النبوة و في آلهالإمامة و في تفسير العياشي بإسناده عن أبي الصباحالكناني قال قال أبو عبد الله (ع) يا أباالصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا لناالأنفال و لنا صفو المال و نحن الراسخون فيالعلم و نحن المحسودون الذين قال الله فيكتابه «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ» الآية قال و المراد بالكتاب النبوة و بالحكمةالفهم و القضاء و بالملك العظيم افتراضالطاعة (و ثالثها) إن المراد بالناس محمد وأصحابه لأنه قد جرى ذكرهم في قوله«هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَآمَنُوا سَبِيلًا» و من فضله من نعمته عنأبي علي الجبائي (و رابعها) إن المرادبالناس العرب أي يحسدون العرب لما صارتالنبوة فيهم عن الحسن و قتادة و ابن جريج وقيل المراد بالكتاب التوراة و الإنجيل والزبور و بالحكمة ما أوتوا من العلم و قوله«وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً»المراد بالملك العظيم النبوة عن مجاهد والحسن و قيل المراد بالملك العظيم ملكسليمان عن ابن عباس و قيل ما أحل لداود وسليمان من النساء عن السدي و قيل الجمع بينسياسة الدنيا و شرع الدين «فَمِنْهُمْمَنْ آمَنَ بِهِ» فيه قولان (أحدهما) إنالمراد فمن أهل الكتاب من آمن بمحمد (ص) «وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ» أي أعرض عنهو لم يؤمن به عن مجاهد و الزجاج و الجبائي ووجه اتصال هذا المعنى بالآية أنهم مع هذاالحسد و غيره من أفعالهم القبيحة فقد آمنبعضهم به (و الآخر) إن المراد به فمن أمةإبراهيم من آمن بإبراهيم و منهم من أعرضعنه كما أنكم في أمر محمد كذلك و ليس ذلكبموهن أمره كما لم يكن