المبحث السادس في ولاية الحسبة
(المبحث السادس) في ولاية الحسبة التي هيبمعنى القربة، المقصود منها التقرب بهاإلى اللّه تعالى. و موردها كل معروف علمإرادة وجوده في الخارج شرعا من غير موجدمعين. فهو من قبيل ما كان فيه ولايةالفقيه، غير أنه متعذر الوصول له حتى يرجعإليه. و ثبوتها في مواردها مدلول عليهبالكتاب عموما، نحو قوله تعالى «وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّالْمُحْسِنِينَ» (1) و قوله: «ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ»(2) بعد معلومية كونه إحسانا. و السنةالمستفيضة عموما كقوله (ص): «عون الضعيف منأفضل الصدقة» و نحوه. و خصوصا، كما ستعرف،و الإجماع بقسميه- محصلا و منقولا- فوق حدالاستفاضة، بل و بضرورة العقل الحاكمبوجوب حفظ النظام.من الموارد المنصوص عليه بخصوصه
فمن الموارد المنصوص عليه بخصوصه: ولايةعدول المؤمنين فيما لم يكن أب و لا جد و لاوصي و لا حاكم أن يأتوا بما للأب و الجد فيهالولاية أو الحاكم، مع عدم لزوم المباشرة.ضرورة تقدمهم عليهم ان وجدوا(1) سورة البقرة- 195، و مبدء الآية: «وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لاتُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَىالتَّهْلُكَةِ، وَ أَحْسِنُوا ..». (2) سورة التوبة- 92. و مبدء الآية «لَيْسَعَلَى الضُّعَفاءِ وَ لا عَلَىالْمَرْضى وَ لا عَلَى الَّذِينَ لايَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذانَصَحُوا لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ ما عَلَىالْمُحْسِنِينَ ..».