بلغة الفقیه جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
من جعل الميسرة غاية هو كون اليسار شرطالجواز المطالبة فيتوقف ثبوته على تحققه والأصل عدمه (لأنا نقول): جعل اليسر غايةانما هو لبيان انتهاء زمان الانظاربانتفاء شرطه، و هو الإعسار، لا لكونهشرطا في تركه المرادف للمطالبة، فهو كدخولالليل المجعول: غاية للصوم الواجب فيالنهار المنتفي هو بانتفاء زمانه المنكشفبدخول الليل. و كذا الحكم المعلق علىالسكون- مثلا- المنتفي بالحركة، فإنهلانتفاء شرطه- و هو السكون- لا لخصوصية فيالحركة من حيث هي حركة أوجبت انتفاء الحكمأو ثبوت ضده فاتّضح الجواب عما توهم مندوران الأمر، بين كون الإعسار شرطاللأنظار- كما يستفاد من منطوق الآية- أوكون اليسار شرطا للمطالبة- كما يستفاد منمفهومها الثابتة حجيته. و هذا أقصى ما يمكن أن يستدل به على عدمقبول قوله إلا بالبينة- كما عن بعض- إلا أنالأقوى ما عليه المشهور من قبول قولهبيمينه لكونه منكرا لوجود ما يتمكن منه منالوفاء، و ان كان الإعسار المفسر بالضيق والشدة أمرا وجوديا بعد أن كان مناط صدقهانما هو بفصله العدمي. توضيح ذلك: ان العسر و اليسر المفسرينبالضيق و السعة، و ان كانا أمرين وجوديين،إلا أنهما يدوران مدار فقد المال و وجوده،و امتياز العسر عن ضده انما هو بفصلهالعدمي من فقد المال أصلا أو فقد مقدار مابه يتحقق اليسر، ضرورة أن من عنده مال لايزيد على مؤنته الشرعية و ضرورة معيشته هومعسر شرعا، و مناط صدقه عليه انما هو فقدانما زاد عليه لا وجدان ما نقص عنه،لاشتراكهما في وجدان ذلك القدر، و انماالامتياز بفقد ما زاد عليه و وجدانه،فالاعسار، و ان كان وجوديا، إلا انامتيازه عن ضده بفصله العدمي المأخوذ فيصدقه، و لم يكن ملحوظا في صدق الميسرة إلاكونه واجدا للقدر الموجب لصدقه من غيرملاحظة أمر عدمي