مفاهیم القرآن جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاهیم القرآن - جلد 2

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

«125»

والتعليم ولهداية البشريّة وتهذيبها،وذلك يقتضي أن ينزل القرآن بألوان مختلفةمن الخطاب تناسب ما تقتضيه طبيعة التربيةوالتعليم، ومن هنا نشأ في أسلوب القرآن:المطلق والمقيّد، والعام والخاصّ،والمنسوخ والناسخ، والمحكم والمتشابه،والمجمل والمبيّن كمفاهيم الصلاة والزكاةوالحج والجهاد وغيرها.. فهي رغم كونهاواضحة في أول نظرة ولكنّها مجملة من حيثالشروط والأجزاء والموانع والمبطلاتوالتفاصيل.

فكان لابدّ أن يتولّى النبيّ صلّى اللهعليه وآله وسلّم بيان مجمله ومطلقهومقيده.. وما شابه ذلك، وقد فعل النبيّصلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك بقدر ماتطلّبه ظرفه واقتضته حاجة المسلمين.. بيدأنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يكشفالقناع عن جميع تفاصيل هذه الاُموروجزئياتها قاطبة، لعدم الحاجة إلى ذلك،وتحيّناً للظروف المناسبة، وانتظاراًللحاجات والحالات المستجدّة. وإن كان قدأخبر عن اُصولها واُمهاتها أو معظمها;فتعيّن أن يخلّف النبيّ ـ من يماثلهبالعلم والدراية بالوحي الإلهيّ المدوّنفي الكتاب العزيز; ليسدّ مسدّه في بيان مايتعلق بالكتاب من اُمور مستجدّة، ويكشفالنقاب عن بقية الجزئيات والتفاصيل لتلكالمجملات حسب الظروف والحاجات الجديدةوالضرورات الطارئة; ممّا أودع النبيّ عندهمن معارف الكتاب وعلومه، ويخرج إلىالاُمّة من تلكم المعارف شيئاً فشيئاً.

نعم; قال شيخ الطائفة الطوسيّ(رحمه اللّه)في تفسير قوله سبحانه: (حم *والْكِتَابِالْمُبِينِ)(الزخرف: 1ـ2 والدخان: 1ـ2).

(إنّما وصف بأنّه مبين، وهو بيان مبالغةفي وصفه بأنّه بمنزلة الناطق بالحكم الذيفيه، من غير أن يحتاج إلى استخراج الحكم منمبيّن آخر، لأنّه يكون من البيان ما لايقوم بنفسه دون مبيّن حتّى يظهر المعنىفيه)(1).

ولكن الصحيح أنّ توصيف القرآن بكونهكتاباً مبيّناً; هو وضوح انتسابه إلىاللّه، بحيث لايشك أحد في كونه كلام اللّهوالآية نظير قوله سبحانه (ذَلِكَالْكِتَابُ لاَ رَيْبَ

1- التبيان 9: 224 (طبعة النجف الأشرف).

/ 624