غير أنّ هناك مسائل واُموراً عويصة ً ـخصوصاً فيما يرجع إلى المبدأ والمعاد وإلىفهم كتاب اللّه وسنّة رسوله ـ فلا مناصللاُمّة من وجود إمام عارف معصوم يخلِّفالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ويقوممقامه في تكميل المجتمع الإسلاميّ في جميعشؤونه.وصفوة القول: أنّ تكامل البشريّة الروحيّوالمعنويّ كما أنّه منوط ببعثة الأنبياءووجود الرسل، فهو كذلك منوط بوجود الإمامالمعصوم الذي يتسنى له بما اوتي من علموعصمة وملكات عالية وكفاءات قياديّة أنيوصل هداية المجتمع الإسلاميّ إلى ذرىالكمال الروحيّ والارتقاء المعنويّ بلاتعثّر ولا إبطاء، ولا تقهقر ولا تراجع.ومن المعلوم، أنّ الاُمّة لا تقدر علىمعرفة ذاك الإمام; إلاّ بتنصيب من اللّهسبحانه وتعيينه.4ـ الفراغ في مجال الرد على الأسئلةوالشبهاتلقد تعرض الإسلام منذ بزوغه لأعنفالحملات التشكيكية، وكان هدفاً لسهامالشبهات والتساؤلات العويصة والمريبة;التي كان يثيرها اعداء الإسلام والنبيّوالمسلمين من اليهود والنصارى والمشركينوالمنافقين.وقد قام الرسول الأعظم صلّى الله عليهوآله وسلّم في حياته بردّ هذه الشبهاتوتبديد تلك الشكوك وصدّ الحملاتالتشكيكيّة بحزم فريد، وتفوّق عليهابنجاح كبير مستعيناً بالوحي الإلهيّ.وقد كانت هذه الشبهات تتراوح بين التشكيكفي أصل وجود اللّه أو توحيده أو صدقالرسالة الإسلاميّة أو المعاد والحشر،وغيرها من الاُمور الاعتقاديّة وبعضالاُمور العمليّة.ولا شكّ، أنّ هذه الحملات كانت تجد اذناًصاغيةً بين بعض المسلمين، وتوجب بعضالتزعزع في مواقفهم إلاّ أنّها كانتتتبدّد وينعدم أثرها بما كان يقوم بهالرسول الأكرم المعلم من ردّ ودفع قاطعوحاسم.