إلى جماعته; وكان من أبرز ما فعله على صعيدالتهيئة العامّة لإقامة حكومته المرتقبة;عقد البيعة مع بعض الوفود القادمة منأنحاء الجزيرة إلى مكة، وأخذ العهد منهمعلى نصرته ودعم ما ينشد إقامته في ظرفهالمناسب كما تمّ ذلك في بيعتي العقبةالاولى والثانية(1).وعندما هاجر إلى المدينة، وسنح له الظرفالمناسب باشر بتأسيس أوّل حكومة إسلاميّةوبذل في ذلك أكبر مجهود بعد أن مهّد لهابعقد ميثاق الاخوّة بين أصحابه من الأنصاروالمهاجرين، وإقامة مسجد جعله مركزاًلتجمّع المسلمين وموضعاً لعملياتهونشاطاته الاجتماعيّة والسياسيّة.وقد تجلىّ العمل السياسيّ الذي قام بهالنبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم والذييدلُّ على أنّه كان أوّل من أقام حكومةإسلاميّة وبنى قواعدها; أنّه كان يباشراُموراً هي من صميم العمل السياسي والنشاطالاداري الحكومي ومن ذلك على سبيل المثاللا الحصر:1ـ أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم عقد بينأصحابه وبين الطوائف والقبائل الاخرىالمتواجدة في المدينة كاليهود وغيرهماتفاقيةً وميثاقاً يعتبر في الحقيقة أوّلدستور للحكومة الإسلاميّة، وقد ذكرنابنودها في هذا الفصل من كتابنا هذا.2ـ أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم جهّزالجيوش وبعث البعوث العسكريّة والسراياإلى مختلف المناطق في الجزيرة، وقاتلالمشركين وغزاهم، وقاتل الروم وقامبمناورات عسكريّة لإرهاب الخصوم.. وقد ذكرالمؤرّخون أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّمخاض أو قاد خلال 10 أعوام من حياته المدنيّة85 حرباً.3 ـ بعد أن استتبّ له الأمر في المدينة وماحولها وأمن جانب مكّة وطرد اليهود منالمدينة وماحولها وقلع جذورهم وقضى علىمؤامراتهم، توجّه باهتمامه إلى خارجالجزيرة، وإلى المناطق التي لم تصل إليهادعوته ودولته من مناطق الجزيرة، فراحيراسل الملوك والامراء يدعوهم إلىالانضواء تحت راية الإسلام والدخول تحتظلّ دولته والقبول1- راجع السيرة النبويّة 1: 431 و 467، وإعلامالورى.