مفاهیم القرآن جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاهیم القرآن - جلد 2

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

«259»

فإنّ أعداء الإسلام وأعداء الحريّة إذاهاجموا المسلمين وعرّضوا حياتهم للخطركان جزاء المعتدين أن يُقتلوا أينماثُقفوا ما لم تضع الحرب أوزارها (1)، فإذاوضعت الحرب أوزارها استؤسروا ثمّ وضعواتحت ولاية حكيمة تعلمهم ماهو جزاءالمعتدين على حقوق الآخرين وحرياتهموتعطي لهم ولأمثالهم درساً عملياًتُفهمهم أنّ الذي يريد أن يستعبد الناسفهو يستعبد جزاءً وفاقاً، وستظل هذهالولاية ريثما ينشأ نشأةً أُخرى يفهم فيضوئها قيمة الحريّة المخوّلة إليه،والسبيل الذي يجب أن تصرف فيه فإذا عرف ذلكردّت إليه حريته، ويعيش معه في راحةوأمان.. قال اللّه سبحانه: (وَالَّذِينَيَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْأَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْعَلِمْتُمْ فِيهمْ خَيْرَاًوَءَاتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللّهِ الَّذِيءَاتَاكُمْ) (النور: 33).

وهذه الآية تفيد; أنّ تعريض العبد للحريّةوالخروج من حالة الرقيّة أمر مرغوب فيه فيالإسلام بشرط أن يُعلم منه الخير، ولايكون تحريره مضرّاً بالإسلام والمسلمين.

وبهذا تظهر العلّة في عدم سماح الإسلامللعبيد بأن يتصدّروا مسند القيادة ويسلّمإليهم المجتمع الإسلاميّ زمام إدارتهموحكومتهم.

فإنّ الذي استُرقّ لسوء ماضيه ولإرادتهالعدوان على نفوس المسلمين وحرياتهموأموالهم وأعراضهم، لا يجوز أن يعطى إليهزمام قيادتهم إذ لا يؤمن على أموالالمسلمين وحريّاتهم ونفوسهم وأعراضهم،وهو الذي سبق له الاعتداء عليها.

وخلاصة القول: نعلم من هذا الموقفالإسلاميّ اتّجاه العبد; بأنّ الإسلامإنّما سلب عنهم الصلاحيّة للقيادة لأنّهمكانوا من الذين يريدون أن يسلبوا حريّةالناس، فلا يمكن لمن يحمل هذه النزعةالخطيرة، ولو في أمد من الزمان ـ أن سيودعلى المسلمين، ويُسلَّط على شؤونهم.

هذا مضافاً إلى أنّ حرمان العبد منالارتفاع إلى مستوى القيادة نوع من النكال

1- سيأتي مفصّل القول في هذا المجال عندالبحث عن أحكام الجهاد.

/ 624