وهؤلاء النواب غير المختارين من جانبالاُمّة.على أنّ الأهمّ من مسألة الانتخاب هوملاحظة المعايير والمواصفات الإسلاميّةالتي يجب توفّرها في الانتخاب و الناخب،فليس للناس في ظل النظام الإسلاميّ أنينتخبوا نوابهم ومندوبيهم في فريق الشورىدون مراعاة هذه الشروط والمواصفات،وانتخابهم وفق الاعتبارات التافهةكالروابط العائليّة والعشائريّة، أوالتحالفات السياسيّة أو المعاييرالقوميّة العنصريّة، أو تحت تأثيرالمؤثرات الدعائيّة والاعلاميّة، أوتأثير التطميع والترغيب المادي.إنّ أهميّة فريق الشورى (ومجلس النواب)ومدى دوره في تعيين مصير البلاد، والشعبيقتضي أن ينتخب الناس نوّابهم ومندوبيهمإلى هذا المجلس وفق اُسس دقيقة جداً ذكرهاالدين في نصوصه، وحتّم على الاُمّةمراعاتها وعدم التفريط بها، وأهمها أنيكون النائب صالحاً، منزّهاً، طاهراً،عارفاً بأوضاع البلاد، ومطلعاً على حاجاتالاُمّة، غير جاهل بما يحيق باُمته منأخطار وأوضاع وغير مرجح مصلحة جماعة علىاُخرى.إنّ على الاُمّة أن تنتخب نوّابهاالاُمناء الصادقين، العارفين بالمصالحالعامّة الأوفياء لها، إذ لو لم يكن علىهذا النمط لعرّضوا البلاد لأخطار السياسةالماكرة ولخانوا مصالح الاُمّة، وكانواسبباً لفسادها وفساد شؤونها.فإذا كان استيجار شخص لعمل محدود بسيطيقتضي انتخاب القويّ الأمين كما يقولالقرآن الكريم: (إِنَّ خَيْرَ مَنِاسْتَأجَرْتَ القَويُّ الأمِينُ)(القصص:26).فمن الأولى; أن يكون المنتخب لمجلس الشورىالذي يتصدّى لأعظم مسؤوليّة في البلادقويّاً في نفسيّته، أميناً على الأمانةالمعطاة له.ومن هنا يتحتم على النائب المنتخبالمختار من جانب الاُمّة أن لا يخشى أحداًأبداً، فلا يتلكّأ في الإدلاء برأيه بكلّقوّة وأمانة، كما على النائب أيضاً أنيتخذ جانب الحذر في جميع مدّة مسؤوليتهالنيابيّة، حتّى لا يقع في شراك اللعبالسياسيّة، ويصير أداةً طيّعةً بأيديالآخرين، وعليه أن يرجح المصالح العامّةعلى المصلحة الشخصيّة.