ولمّا سرقت المرأة المخزوميّة ما سرقت ـفي عهد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـوأراد اُسامة بن زيد الشفاعة في حقّها،فكلّم النبيّ في أمرها، قال رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم: «أتشفع في حدّمن حدود اللّه»؟!ثمّ قام فخطب وقال: «أيّها الناسُ إنَّماهلك الَّذين من قبلكُم أنَّهم كانوا إذاسرق فيهم الشَّريف تركوه، وإذا سرق فيهمالضَّعيف أقاموا عليه الحدَّ» (1).وعن رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمأنّه قال: «ساعة إمام عادل أفضل من عبادةسبعين سنة وحدّ يقام للّه في الأرض أفضل منمطر أربعين صباحاً» (2).وفي حديث مفصّل وقضية مطوّلة قال الإمامعليّ (عليه السلام): «اللّهمَّ إنّك قلتلنبيّك فيما أخبرته من دينك: يا محمّد منعطَّل حدَّاً من حدودي فقد عاندني وطلببذلك مضادَّتي» (3).وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)أيضاً: «لابدَّ للنَّاس من إمام يقومبأمرهم وينهاهم ويقيم فيهم الحدود ويجاهدفيهم العدوَّ، ويقسّم الغنائم ويفرضالفرائض أبواب ما فيه صلاحهم ويحذّرهم مافيه مضارّهم، إذا كان الأمر والنهي أحدأسباب بقاء الخلق وإلاّ سقطت الرغبةوالرهبة ولم يرتدع ويفسد التدبير وكان ذلكسبباً لهلاك العباد فتمام أمر البقاءوالحياة في الطَّعام والشَّراب والمساكنوالنكّاح من النّساء والحلال الأمروالنَّهي»(4).وعن الإمام الباقر محمد بن عليّ (عليهالسلام): «إنّ اللّه تعالى لم يدع شيئاًتحتاج إليه الاُمّةُ ـ إلى يوم القيامة ـإلاَّ أنزله في كتابه، وبيَّنه لرسوله.وجعل لمن تعدَّى الحدَّ حدَّاً»(5).وعنه (عليه السلام) أيضاً أنّه قال: «حدّيقام في الأرض أزكى فيها من مطر أربعين1- صحيح مسلم 5: 114.2- وسائل الشيعة 18: 308، والخراج: 164.3- وسائل الشيعة 18: 308.4- رسالة المحكم والمتشابه للسيد المرتضىنقلاً عن تفسير النعمانيّ: 50.5- وسائل الشيعة 18: 311.