النظم الإداريّة والتوجيهات الضروريّةلتنظيم الحياة الاجتماعيّة في مجالاتالعلاقات والحقوق والتعامل (كالتبادلالتجاريّ مثلما جاء في الكتاب العزيز ضمنآيات أطولها آية الدين التي حثّت علىكتابة الدين وتسجيله) يتطلّب وجود جهازتنفيذيّ وقد كان هذا الأمر يتم في العهدالنبويّ ببساطة; وان استوجب تزايد حجمالاُمور واتسّاع رقعة البلاد، تطويرالترتيبات اللازمة لذلك، وتوسيعالتشكيلات، يصبح الجواب على السؤالالمطروح وهو; كيف يجب أن تكون السلطةالتنفيذيّة في العصور الحاضرة؟ واضحاً منوجهة نظر الإسلام.فإنّ ذكر الترتيبات والتشكيلات ليس منمهمّة الدين الإسلاميّ فذلك متروك للزمنالمتحوّل، والحاجات المتطوّرة، لأنّتحديدها وتعيينها بصورة لا يجوز تخطّيهالا ينسجم مع خاتميّة الرسالة الإسلاميّةالتي نزلت لتكون دين الأبديّة، ومنهجالبشريّة إلى يوم القيامة، فإنّ مثل هذهالخاصّية في الدين الإسلاميّ تقتضي أنيبيّن الإسلام الجوهر ويترك اختيار الشكلواللباس إلى الزمن والحاجة حتّى يستطيعمسايرة الزمن ويتمشّى مع تقدم الحياةالبشريّة وتطوّرها، إذ ذكر الخصوصيّاتوالأشكال يفرض على الدين الإسلاميّجموداً هو منه براء، ويحصره في زمن خاصّدون زمن آخر; لأنّ الحاجات البشريّةمتجدّدة و متحوّلة ومتزايدة ولا يمكنالجمود ـ في رفعها ـ على نمط خاصّ منالتشكيلات والأشكال، ولهذا نجده يذكــر ـمثلاً ـ موضوع تسجيل المعاملات الماليّةالتي فيها أجل دون أن يحدّد نوع تنفيذ هذاالأمر وما يلزم من أجهزة ودوائر فيقول فيأطول آية قرآنية:(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِذَاتَدايَنْتُمْ بِدَيْن إلَى أَجَلمُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَ لْيَكْتُبْبَيْنكُمْ كَاتِبٌ بِالعَدْلِ وَ لاَيأْبَ كَاتِبٌ اَنْ يَكْتُبَ كَمَاعَلَّمَهُ اللّهُ فَليَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْـهِ الحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْمِنْهُ شَيْئاً فإنْ كَانَ الَّذيعَلَيْهِ الحَقُّ سَفيهاً أوْ ضَعِيفاًأوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أنْ يُمِلَّ هُوَفَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالعَدْلِوَاسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْنِ مِنْرجَالِكُمّْ فإن لَمْ يَكُونَا رَجُلَينِفَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْتَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أنْتَضِلَّ اِحْداهُما فَتُذَكِّرَاِحْدَاهُما الاُخْرَى، وَلاَ يَأْبَالشُّهَدَاءُ اِذَا ما دُعُوا ولاتَسْئَمُوا اَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيْراًأوْ كَبيراً اِلَى أَجَلِهِ