كانت سبباً للتضحيات الجسيمة وتغاضيالأفراد عن مصالحهم بل وحياتهم في سبيلإسعاد الجماعة.وهذا كلّه يدلّ على أنّ الملاك الوحيدالقادر على صنع الاُمّة وتكوينهابحقيقتها وجوهرها هو الإيمان ووحدةالعقيدة دون سواه، بل وإنّ الأدلّةوالوثائق الموجودة تدلّ على أنّ«القوميّة» كانت إحدى الأسلحة والوسائلالاستعماريّة لتفتيت وحدة الاُمّةالإسلاميّة وشقّ عصا المسلمين حيث فرّقواالاُمّة الواحدة إلى قوميّة عربيّةوتركيّة وفارسيّة و كرديّة، في حين كانالعدو الإسرائيليّ يجمع أبناءه وأعضاءهتحت لواء الدين دون أن يفرّق بينهمبالنعرات القوميّة والدعوات الجنسيّةفجمع من أنحاء العالم كلّ من انتمى إلىالدين اليهوديّ دون النظر إلى اختلافأجناسهم وألوانهم وشكّل بذلك قوّة كبيرةعبّأها ضد العرب، بينما راح العرب يطرحونالقضيّة من وجهة قوميّة فابعدوا المسلمينعن أنفسهم وخسروا بذلك قوّة عظمى في الحربوالمواجهة مع إسرائيل.هذا بالإضافة إلى أنّ القوميّة أخّرتالاُمّة الإسلاميّة في كلّ المجالاتلأنّها قتلت الكفاءات وأهدرت الطاقات فينزاعات جانبيّة وتخلّفت بذلك عن التقدموالرقيّ واللحاق بركب الحضارة (1).1- راجع كتاب حركات ومذاهب في ميزانالإسلام.