أقرباء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّمفقال: «وإنّ دماء الجاهليّة موضوعة وإنّأوّل دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بنالحارث بن المطلّب» (1).وعن الإمام جعفر بن محمد الصادق قال: «قالأمير المؤمنين (الإمام عليّ بن أبي طالب)(عليه السلام) لعمر بن الخطاب: ثلاث إنحفظتهنّ وعملت بهنّ كفتك ما سواهنّ، وإنتركتهنّ لم ينفعك شيء سواهنّ.قال: وما هنّ يا أبا الحسن؟قال (عليه السلام): إقامة الحدود علىالقريب والبعيد والحكم بكتاب اللّه فيالرّضا والسّخط والقسم بالعدل بين الأحمروالأسود.قال عمر: لعمري لقد أوجزت وأبلغت» (2).وقد جسّد الإمام عليّ (عليه السلام) هذهالتسوية بين الأفراد عمليّاً وذلك لمّاحدّ النجاشيّ فغضب اليمانية فدخل طارق بنعبد اللّه عليه، فقال: «يا أمير المؤمنينما كُنّا نرى أنّ أهل المعصية والطاعةوأهل الفرقة والجماعة عند ولاة العدلومعادن الفضل سيّان في الجزاء حتّى رأيناما كان من صنيعك بأخي الحارث فأوغرتصدورنا وشتّت اُمورنا وحملتنا علىالجادّة التي كنّا نرى أنّ سبيل من ركبهاالنار، فقال (عليه السلام): «وإنّها لكبيرةإلاّ على الخاشعين، يا أخا بني نهد، وهل هوإلاّ رجل من المُسلمين انتهك حُرمة ماحرّم اللّهُ فأقمنا عليه حدّاً كانكفّارتهُ، إنّ اللّه تعالى قال: (وَلاَيَجْرِمَنَّكُمْ شَن آنُ قَوْم عَلَىأَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَأَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)».فلما جنّ الليل همس هو والنجاشيّ إلىمعاوية(3).إلى غير ذلك من النصوص والأمثلة العمليّةعلى ذلك.وينشأ هذا الأصل الإسلاميّ العظيم منإهتمام الإسلام الأكيد بالعدالة الذييعتبر في حقيقته خصيصة برأسها.1- تحف العقول: 29 خطبة حجّة الوداع.2- وسائل الشيعة 18: 156.3- البحار 41: 9 و 10.