إنّ المجتمع المهضوم حقّه الذي يتعرّضللظلم الاقتصادي والسياسيّ لايمكن أنيطول به الأمر دون أن ينفجر في الم آلويثور في وجه حكّامه.إنّ الاستبداد والديكتاتوريّة وإناستطاعت أن تكبح جماح الشعوب لفترة منالزمن باستخدام العنف والقوّة والقهروالإرغام، ولكنّ الظلم والحيف إذا اجتمعاشيئاً فشيئاً تحوّل إلى طوفان جارف،وانفجار يأتي على كلّ شيء فلا يبقي ولايذر.. ولهذا كان العدل خيراً وأحسن م آلاً..والظلم بخلافه.وخلاصة القول أنّ الإسلام جاء والبشرأجناس متفرّقون يتعادون في الأنسابوالألوان، واللغات والأوطان والأديانوالمذاهب والمشارب والشعوب والقبائلوالحكومات والسياسات فدعاهم الإسلام إلىالوحدة الإنسانيّة العامّة الجامعةوفرضها عليهم.. فدعا إلى الوحدات التالية:1ـ وحدة الاُمّة.2ـ وحدة الأجناس البشريّة.3ـ وحدة الدين.4ـ وحدة التشريع بالمساواة في الحقوقالمدنيّة والتأديبيّة.5ـ الوحدة بين المؤمنين.6ـ وحدة الجنسيّة السياسيّة الدوليّة(1).وبذلك تكون الدعوة إلى الوحدة في هذهالمجالات من خصائص الإسلام والحكومةالإسلاميّة وامتيازاتها.على أنّ ما ذكرناه من خصائص الحكومةالإسلاميّة إنّما هو مساواة المعتنقينأمام القانون لا مساواتهم في كلّ شيء حتّىفي حيازة المناصب، إذ هي تابعة للقابليّاتوالمؤهّلات وأهمّية الجهود وقلّتهاوشدّتها.1- تفسير المنار 11: 255.