يدي المعلّم الصالح والمربّي الطيّب تنموالسجايا والصفات الحسنة، وتتكامل التربيةلدى الطفل ولهذا يكون دور التعليم ـ فيمصير الطفل ـ دوراً حسّاساً بالغ الخطورةجداً.ففي هذه الفترة ـ بالذات ـ تتّخذ الشخصيّةشكلها الكامل تقريباً، ومن هنا حرص الدينالإسلاميّ على أن يكون جوّ التعليم جوّاًسليماً طاهراً وصالحاً للغاية، وذلك لأنّقلب الطفل أسرع قبولاً لما يلقى فيه، فهويتقبّل كلّ شيء من معلّمه، إن خيراً فخير،وإن شرّاً فشرّ ولذلك قال الإمام عليّلولده الحسن (عليهما السلام): «وإنّما قلبالحدث كالأرض الخالية ما اُلقي فيها منشيء قبلته فبادرتك بالأدب قبل أن يقسوقلبك ويشتغل لبّك»(1).وقال الإمام الصادق (عليه السلام) لأبيجعفر الأحول حينما بعثه للتبليغ والتعليم:«عليك بالأحداث فإنّهم أسرع إلى كلّالخير»(2).إنّ هذه الفترة من أخطر الفترات وأكثرهاحسّاسية في حياة الطفل ولذلك قال الإمامالصادق (عليه السلام): «بادروا أحداثكمبالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة»(3).ولقد كان للتربية الصالحة والتعليمالسليم آثاراً جليلة في التاريخ البشريّفهاهو عمر بن عبد العزيز سليل الشجرةالملعونة على لسان النبيّ صلّى الله عليهوآله وسلّم تتغيّر طباعه وتتحوّل سجاياهإذ يتولاّه معلّم صالح بتربية صالحة فينشأعلى خلاف ما نشأ عليه آباؤه وأسلافه ويفعلعكس ما يفعلوه.قال عمر بن عبد العزيز: (كنت غلاماً أقرأالقرآن على بعض ولد عتبة بن مسعود فمرّ بييوماً وأنا ألعب مع الصبيان ونحن نلعنعليّاً، فكره ذلك ودخل المسجد، فتركتالصبيان وجئت إليه لأدرس عليه وزدي، فلمّارآني قام فصلّى وآطال في الصلاة شبهالمعرض عنّي حتّى أحسست منه ذلك فلمّاانفتل من صلاته كلح في وجهي.فقلت له: ما بال الشيخ؟1- مستدرك الوسائل 3: 71.2- الكافي 6: 93، 47.3- الكافي 6: 93، 47.