مفاهیم القرآن جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاهیم القرآن - جلد 2

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

«493»

يصير هناك حيران لا يعرف مقصداً، ولا يطلبهدفاً، أو يرجع إلى مكانه الأوّل.

إنّ الذاهبين إلى تلخيص الحياة في الهدفالماديّ مثلهم كمثل هذا الربّان لايهدفُمن رحلته مقصداً ولا يقصد منها غاية وهلأمر ذلك إلاّ في خسار.

أجل، هذا هو كلّ ما يقصده ويسعى إليهالنظامان الاقتصاديّان الرأسماليّةوالاشتراكيّة: زيادة في الإنتاج، وتخطيطللتوزيع، وتطوير في وسائل الإنتاج، ولاشيء وراء ذلك، ولكنّ الإسلام يعالج هذهالمسألة معالجة منطقيّة واقعيّة فهويعتبر الدنيا مقدّمة للآخرة ومزرعة لها،وأنّ على الإنسان أن لا يحصر اهتمامه فيهذه الحياة العابرة، بل يسعى للآخرة دونأن ينسى نصيبه من الدنيا، كما قال اللّهتعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللّهُالدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنْسَنَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأحْسِنْكَمَا أحْسَنَ اللّهُ إلَيْكَ وَلاَتَبْغِ الفَسَادَ فِي الأرْضِ إنَّاللّهَ لاَيُحِبُّ المُفسِدِيْنَ)(القصص:77).

ولابد هنا من الإشارة إلى المواضيع التيتضمّنتها هذه الآية:

إنّ قوله تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَاللّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ) يشير إلى أنّطلب الدنيا يجب أن يكون لأجل الآخرة فتكونالآخرة هي المقصد والغاية، وحيث أمكن أنيتوهّم من هذا الكلام أنّ الإسلام يدعوإلى الرهبنة وترك الدنيا، إستدرك اللّهسبحانه ذلك بقوله: (وَلاَ تَنْسَنَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) فأفاد بذلكأنّه لا رهبانيّة في الإسلام.

فعلى المسلم أن يقصد الآخرة ويهدفها ولكندون أن ينسى نصيبه من الدنيا إذ لا معادلمن لا معاش له.

وأمّا قوله سبحانه: (وَ أحْسِنْ كَمَاأحْسَنَ اللّهُ إلَيْكَ) فهو إشارة إلىأنّ على الإنسان أن يعلم بأنّ ما وصل إليهإنّما هو بإحسان اللّه إليه، فعليه أنيقابل ذلك الإحسان بأداء ما افترض اللّهعليه من حقوق والقيام بما ندبه إليه منواجبات اجتماعيّة.

وقوله سبحانه: (وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَفِي الأرْضِ إنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّالمفْسِدِينَ) إشارة إلى كيفيّة الإنفاقوالمصرف، فعلى المسلم أن لا ينفق في باطل،ولايسرف ولايبذّر ولايعبث ولايصرف مالاللّه في لهو أو فساد.

/ 624