حياته ووجوده في الإنتاج والاستهلاك،وتلبية الغرائز الحيوانيّة وإشباعها.وإذا نظر الإسلام إلى القضيّةالاقتصاديّة والاُمور المعيشيّة من مسكنوغذاء وغيرهما، فلأجل أنّ كرامة الإنسانوتكامله يستدعيان ذلك، وبذلك يكونالاقتصاد في نظر الإسلام وسيلة لا هدفاً،وطريقاً لا غاية ونهاية.من هنا لا يصحّ ـ مطلقاً ـ أن نتوخّى منالاقتصاد الإسلاميّ، ما نتوقّعه منالاقتصادين الرأسماليّ والاشتراكيّ فإنّهذين المنهجين ينظران إلى الإنسان بماأنّه (منتج) أو (مستهلك) ولا تهمّهما كرامتهوشخصيّته، ومن هنا كان الاقتصاد في هذينالمنهجين هدفاً وغاية، وكان الإنسانفيهما وسيلة وآلة، فلا اعتناء بشأنه، ولااهتمام بكرامته.ولا تنس ما ذكرناه في أوّل البحث من أنّالهدف من هذا الفصل هو بيان مسألة دعوةالإسلام إلى التنمية الاقتصاديّة وبيانإطاراتها دون بيان المنهج الاقتصاديّللإسلام فإنّ لذلك مجالاً آخر.