الجشع والتفرعن والطغيان والاستكبار..وهذا هو ما تثبته أحوال الملوك في الماضيوالحاضر و في كلّ مكان من العالم.يقول العلامة الطباطبائيّ ـ في تفسيرالميزان ـ في وصفه لطبيعة النظام الملكيّوالسلطة الملوكيّة تحت عنوان(من الذييتقلّد ولاية المجتمع في الإسلام وماسيرته):(إنّ هذه الطريقة ـ أي طريقة نظام الحكمالإسلاميّ ـ غير طريقة الملوكيّة التيتجعل مال اللّه فيئاً لصاحب العرش، وعباداللّه أرقّاء له، يفعل بهم ما يشاء، ويحكمفيهم ما يريد، كما هي ليست من الطرقالاجتماعيّة التي وضعت على أساس التمتُّعالماديّ من الديمقراطيّة وغيرها، فإنّبينها وبين الإسلام فروقاً بيّنةً تمنع منالتشابه والتماثل.ومن أعظم هذه الفروق أنّ هذه المجتمعاتلمّا بنيت على أساس التمتُّع الماديّ نفختفي قالبها روح الاستثمار والاستعباد،والاستكبار البشريّ الذي يجعل كلّ شيء تحتإرادة الإنسان وعمله، حتّى الإنسانبالنسبة إلى الإنسان، ويبيح له طريقالوصول إليه والتسلُّط على ما يهواهويأمله منه لنفسه، وهذا بعينههو(الاستبداد الملوكيّ) في الأعصارالسالفة، وقد ظهرت في زيّ الاجتماعالمدنيّ على ماهو نصب أعيننا اليوم منمظالم الملل القويّة وإجحافاتهموتحكُّماتهم بالنسبة إلى الامم الضعيفة،وعلى ما هو في ذكرنا من أعمالهم المضبوطةفي التاريخ.فقد كان الواحد من الفراعنة و القياصرةوالأكاسرة يجري في ضعفاء عهده بتحكُّمهولعبه، كلّ ما يريده ويهواه، ويعتذر ـ لواعتذر ـ أنّ ذلك من شؤون السلطنة ولصلاحالمملكة، وتحكيم أساس الدولة ويستدلُّعليه بسيفه!!!)(1).إنّ الإمام عليّاً (عليه السلام) يتحدّثعن وضع الناس المأساويّ في ظلّ النظامالملكيّ، الكسرويّ والقيصريّ، اللّذينكانا يمثّلان أسوء مظاهر الملوكيّةالتاريخيّة، وهو ـعليه السلام ـ يخبرنا:كيف أنّ الآكاسرة والقياصرة كانوا يعتدونعلى حقوق الناس الطبيعيّة1- تفسير الميزان 4: 131.