وظائف المحتسب في هذا المجال قائلاً:(في الحسبة على الفرّانين والخبّازين:ينبغي أن يأمرهم المحتسب بغسل المعاجنوتنظيفها، ولا يعجن العجّان بقدميهوبركبتيه ولا بمرفقيه، فربما قطر فيالعجين شيء من عرق أبطيه أو بدنه، وأن يعجنملثّماً لأنّه ربّما عطس أو تكلّم فقطرشيء من بصاقه في العجين.وقال في الحسبة على الجزّارين(القصّابين): يجب على المحتسب أن يمنعهم منالذبح على أبواب دكاكينهم فإنّهم يلوّثونالطريق بالدم والروث.وقال في الحسبة على الطبّاخين: يأمرهمبتغطية أوانيهم وحفظها من الذباب وهوامّالأرض بعد غسلها بالماء الحارّ.وقال في الحسبة على صانعي الأدويةوالعقاقير: ويعتبر عليهم في عقاقيرالأقراص والمعاجين قبل عملها بمن ظهرتمخبرته وكثرت تجربته للعقاقير ويكون منأهل الخير والصلاح، فإنّها إذا اختلّأمرها أضرّت بالمريض لا محالة (1).وقال في الحسبة على الأطباء والجرّاحينوالمجبّرين: الطبيب هو العارف بتركيبالبدن ومزاج الأعضاء والأمراض الحادثةفيها وأسبابها وأعراضها وعلاماتهاوالأدوية النافعة فيها والاعتياض عمّا لميوجد منها والوجه في استخراجها وطريقمداواتها بالتساوي بين الأمراض والأدويةفي كمّياتها ولا يجوز له الإقدام على علاجيخاطر فيه ولا يتعرّض لما لا علم له فيهففي الخبر: «من تطبّب ولم يُعلم منهُ طبّقبل ذلك فهو ضامن»(2).وينبغي أن يكون لهم مقدم من أهل صناعتهمفقد حكي أنّ ملوك اليونان كانوا يجعلون فيكلّ مدينة حكيماً مشهوراً بالحكمة ثمّيعرضون عليه بقيّة أطبّاء البلد1- هذه ملاحظة في الطب مهمّة جداً وقدعرفها العالم اليوم، حيث أسّس جهازاًخاصاً بمراقبة الأدوية والعقاقير قبلإنزالها إلى الأسواق.2- مجمع البحرين (مادّة طبب).