الإسلاميّ كلّما استدعت الحاجة، واقتضتالظروف.على أنّ السبب الرئيسيّ في ذلك هو أنّالإسلام أفاض على الخدمة العسكريّة قدسيةيخلو منها جميع الأنظمة البشريّة.. فقداعتبر الإسلام الإنضواء في الجيشالإسلاميّ والخدمة العسكريّة والقتال فيصفوف هذا الجيش (جهاداً في سبيل اللّه).وينطوي هذا اللفظ على بعد معنويّ رفيعجدّاً حيث يعني الجهد والسعي لحفظ البلادوإنقاذ المستضعفين وإعلاء كلمة اللّه..وذلك يكفي لأن تجتذب نحوها القلوبوالضمائر. ذلك لأنّ هذا الوصف في الخدمةالعسكريّة وهذا الهدف المقدّس يخرج العملالعسكريّ من كونه خدمة للطغاة، وسعياً منأجل إرضاء رغباتهم كما هو الحال في الجيوشالحاضرة، التي لم تنشأ في الأغلب إلاّلحماية الطواغيت ولا تحارب إلاّ لإرضاءشهواتهم ورغباتهم وتحقيق مطامعهم.من هنا يكفي للحكومة الإسلاميّة أن تعلنعن حاجتها إلى الجنود والمقاتلين لتنهالعليها طلبات الإلتحاق إلى صفوف الجيش منكلّ جانب بهدف أن ينالوا شرف الجهاد تحتلواء الإسلام، وهم يسمعون كلام اللّه إذيقول: (وَفَضَّلَ اللّهُ المُجَاهِدِينَعَلَى القَاعِدِينَ أَجْرَاً عَظِيمَاً)(النساء: 95).على أنّ هذا الأمر لايمنع من أن تتّخذالحكومة الإسلاميّة جيشاً منظّماًمجّهزاً بأحدث الأسلحة والتكتيات عملاًبقوله سبحانه: (وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَااسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة وَمِنْرِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِعَدُوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وآخَرِينَمِنْ دُوْنِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُاللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوامِنْ شَيْء فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّإليْكُمْ وَ أَنْتُمْ لاَتُظْلَمُونَ)(الأنفال: 60).بل وللحكومة الإسلاميّة أن تفرض نظامالتجنيد الإجباريّ على بعض الناس ضمن شروطخاصّة إذ لا يمكن في مثل هذا العصر الذيتتّخذ فيه الدول الجيوش القويّة المدرّبةوالمنظّمة، أن لا تتّخذ الحكومةالإسلاميّة جيشاً مماثلاً في القوّةوالتدريب والنظام والعدّة، تنيط إليهمسؤولية الدفاع عن الوطن الإسلاميّوالمرابطة على ثغوره والسهر على أمنهالخارجيّ ودرء الأخطار عنه وإن كانت هذهالمسؤوليّة قد تعمّ كلّ أفراد الاُمّة دونإستثناء إذا اقتضى الأمر، وتطلب أن يتطوّعالجميع لحمل السلاح، والدفاع عن حوزةالإسلام والمسلمين.وخلاصة القول; أنّ النظام والعملالعسكريّ في الإسلام لا يهدف فتح البلاد