المشهور بين الأصحاب استحباب الجهربالتلبية، و بذلك صرح ابن إدريس، فقال: والجهر بها على الرجال مندوب على الأظهر منأقوال أصحابنا. و قال بعضهم: الجهر بهاواجب. و نقل في المختلف عن علي بن بابويهانه قال: ثم يلبى سرا بالتلبية الأربعةالمفروضة. أقول: و هذه عين عبارة كتاب الفقهالمتقدمة، إلا انه لم يذكر تمامها و إنماذكر ما يتعلق بالمسألة المذكورة. و قالالشيخ في التهذيب: الإجهار بالتلبية واجب مع القدرة والإمكان. و قال في الخلاف: التلبية فريضة،و رفع الصوت بها سنة. أقول: لا يخفى ان الاخبار بالنسبة الى هذهالمسألة ما بين مطلق و بين مصرح بالجهر، ولم أقف على ما يتضمن الأسرار إلا في عبارةكتاب الفقه المتقدمة. ففي صحيحة حريز بن عبد الله عن أبي عبدالله (عليه السلام) و جماعة من أصحابنا ممنروى عن ابي جعفر و ابي عبد الله (عليهماالسلام) انهما قالا: «لما أحرم رسول الله(صلّى الله عليه وآله) أتاه جبرئيل (عليهالسلام) فقال له: مر أصحابك بالعج و الثج-فالعج رفع الصوت و الثج نحر البدن- قالا:فقال جابر بن عبد الله: فما مشى الروحاءحتى بحت أصواتنا» و الخبر المذكور مرويبطرق عديدة. و الظاهر ان