المعتبر مرسلا قال: قال رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم: «جعلت لي الأرضمسجدا و ترابها طهورا» محلّ تأمّل و نظر منجهة أنّه بعد تعارض أقوال اللّغويّين تصيرالآية مجملة، و على فرض الوثوق بقول منفسّر بمطلق وجه الأرض تصير مطلقة قابلةللتقييد، و ما ذكر من أنّ المتبادر القصدإلى الشيء بالمضيّ إلى نحوه لا ينافيإرادة التراب كما لا يخفى، فإنّ الترابأيضا غير منقول، مضافا إلى أنّه لم يعتبرهذا قطعا في التيمّم، و كيف تضعف الرّوايةمع عمل مثل السيّد قدّه مع أنّه لا يعملإلّا بقطعيّات الرّوايات، حيث لا يعتمدعلى أخبار الآحاد مجرّدة عن القرائنالقطعيّة و لم يحرز وحدة الرّواية، ألاترى نقل هذا المضمون بعبارات مختلفة،فلعلّها أخبار حاكية عن معنى واحد بعباراتمختلفة، هذا مع اختلاف الأخبار، ففي بعضهاالتعبير بالأرض و في بعضها التعبيربالتراب، فمن القسم الأوّل صحيحة ابن سنانقال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلاميقول: «إذا لم يجد الرّجل طهورا و كان جنبافليمسح من الأرض و ليصلّ- إلخ-» و نحوهاصحيحة الحلبيّ، و في صحيحة اخرى:
«إنّ ربّ الماء هو ربّ الأرض» و من القسمالثاني ما في الصحيح عن جميل بن درّاج ومحمّد بن حمران أنّهما سألا أبا عبد اللّهعليه السّلام عن إمام قوم أصابته جنابة فيالسفر و ليس معه من الماء ما يكفيه للغسل أيتوضّأ بعضهم و يصلّي بهم؟ فقال عليهالسّلام: «لا، و لكن يتيمّم الجنب و يصلّيبهم، فإنّ اللّه- عزّ و جلّ- جعل الترابطهورا كما جعل الماء طهورا» و في خبرمعاوية بن ميسرة: «إنّ ربّ الماء هو ربّالتراب» و صحيحة رفاعة عن أبي عبد اللّهعليه السّلام قال: «إذا كانت الأرض مبتلّةليس فيها تراب و لا ماء فانظر أجفّ موضعتجده فتيمّم منه فإنّ ذلك توسيع من اللّه-عزّ و جلّ- قال: «فإن كان في ثلج فلينظر لبدسرجه فليتيمّم من غباره أو شيء مغبر، وإن