كثير منها وقع التعبير بمسح الوجه منهاصحيحة أبي أيّوب الخزّاز عن أبي عبد اللّهعليه السّلام الحاكية لفعل رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم و فيها: «فوضعيده على الأرض ثمّ رفعها فمسح وجهه ثمّ مسحفوق الكفّ قليلا» و بمضمونها صحيحة داودبن نعمان و فيها فوضع يديه على الأرض ثمّرفعهما فمسح وجهه و يديه فوق الكفّ قليلا»و حسنة الكاهليّ قال: «سألته عن التيمّم؟فضرب يديه على البساط فمسح بهما وجهه ثمّمسح كفّيه إحداهما على ظهر الأخرى» وموثّقة سماعة قال: «سألته كيف التيمّمفوضع يده على الأرض فمسح بها وجهه و ذراعيهإلى المرفقين» و هذه الأخبار يستفاد منهااستيعاب الوجه من جهة كونها في مقامالبيان و لم يحدّ فيها الوجه بحدّ مخصوص وفي بعضها التصريح بمسح الذّراعين إلىالمرفقين، فنقول:
أمّا الذّراعان فقد وقع التصريح في بعضهذه الأخبار و غيرها بعدم وجوب مسحهما، وأمّا ما يظهر منها من استيعاب الوجهفمعارض بمثل صحيحة زرارة قال: قلت لأبيجعفر عليه السّلام ألا تخبرني من أين علمتو قلت: أنّ المسح ببعض الرأس و بعض الرجلين-و ذكر الحديث إلى أن قال-: قال أبو جعفرعليه السّلام: ثمّ فصّل بين الكلام فقال«وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ» فعرفنا حينقال «بِرُؤُسِكُمْ» أنّ المسح ببعضالرّأس لمكان الباء ثمّ قال «فَلَمْتَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداًطَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ، وَأَيْدِيكُمْ» فلمّا أن وضع الوضوء عمّن لميجد الماء أثبت بعض الغسل مسحا لأنّه قال:بوجوهكم» و في جملة من الأخبار البيانيّةأنّه عليه السّلام مسح جبينه في بعضهابلفظ الإفراد و في بعضها بالتثنية منها مانقله ابن إدريس قدّه في آخر السرائر منكتاب النوادر عن عبد اللّه بن بكير عنزرارة عن أبي جعفر عليه السّلام حاكيا عنرسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم فيقضيّة عمّار فضرب بيديه على الأرض ثمّ ضربإحداهما