و فيه تأمّل مع ملاحظة أنّ الأصل فيالقيود الاحترازيّة، و الحاصل أنّ الخروجمن غير المخرج المعتاد للنوع مع عدمالاعتياد الشخصي لم يقم على ناقضيّته دليليطمئنّ به، و الاحتياط طريق النجاة.
و النوم الغالب على الحاسّتين
(1) أمّا ناقضيّة النوم فيدلّ عليهالأخبار، ففي رواية زيد الشحّام قال: سألتأبا عبد اللّه عليه السّلام عن الخفقة والخفقتين؟ فقال:
«ما أدري ما الخفقة و الخفقتان؟ إنّ اللّهتعالى يقول «بَلِ الْإِنْسانُ عَلىنَفْسِهِ بَصِيرَةٌ» إنّ عليّا كان يقول:من وجد طعم النوم فإنّما أوجب عليهالوضوء» و صحيحة عبد الرحمن مثلها إلّاأنّه قال: «من وجد طعم النوم قائما أوقاعدا فقد وجب عليه الوضوء» و أمّا وجهالتقييد بالغلبة على الحاسّتين فإمّالعدم تحقّق النوم حقيقة بدونها أو من جهةالتقييد في الأخبار، ففي مضمرة زرارة قال:قلت له: الرّجل ينام و هو على وضوء أ توجبالخفقة و الخفقتان عليه الوضوء؟ قال: «يازرارة قد تنام العين و لا ينام القلب والاذن، و إذا نامت العين و الاذن و القلبوجب الوضوء» و في موثّقة ابن بكير عن أبيعبد اللّه عليه السّلام الواردة في تفسيرقوله تعالى «إِذا قُمْتُمْ إِلَىالصَّلاةِ» بالقيام من النوم اعتبر غلبةالنوم على السمع قال: قلت: ينقض النومالوضوء؟ فقال: «نعم، إذا كان يغلب علىالسمع و لا يسمع الصوت» لكنّه يقع الإشكالفي الجمع بين مضمرة زرارة حيث جعل المدارعلى نوم العين و الاذن و القلب، و فيه: قلت:فإنّ حرّك في جنبه شيء و لم يعلم به؟ قال:«لا، حتّى يستيقن أنّه قد نام- إلخ-» و فيالموثّقة جعل المدار على الغلبة على السمعدون العين و القلب، و يمكن أن يقال أمّاعدم ذكر العين فلأنّه متى غلب النوم علىالسمع غلب على العين دون العكس و نوم السمعيلازم نوم القلب، و ما في ذيل المضمرة:
«فإن حرّك في جنبه شيء- إلخ-» لعلّ نظرالسائل من جهة عدم رؤية الحركة