و فيه تأمّل كما أنّه على استحباب أن يكونمبصرا بصيرا لا دليل إلّا فتوى العلماء، وقد علّل ببعض الاعتبارات.
و أمّا استحباب التطهّر فقد حكي عن جماعةنقل الإجماع عليه و يشهد له المرسل المرويعن كتب الفروع «لا تؤذّن إلّا و أنتمتطهّر» لكنّه ليس بشرط كما يشهد له صحيحةزرارة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«تؤذّن و أنت على غير وضوء في ثوب واحدقائما أو قاعدا و أينما توجّهت و لكن إذاأقمت فعلى وضوء متهيّئا للصلاة» و أمّااستحباب القيام على مرتفع فيدلّ عليهرواية عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّهعليه السّلام قال: «كان طول حائط مسجد رسولاللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم قامةفكان يقول لبلال: إذا دخل الوقت يا بلالاعل فوق الجدار و ارفع صوتك بالأذان فإنّاللّه عزّ و جلّ قد وكل بالأذان ريحا ترفعهإلى السماء و إنّ الملائكة إذا سمعواالأذان من أهل الأرض قالوا: هذه أصوات امّةمحمّد بتوحيد اللّه عزّ و جلّ و يستغفرونلأمّة محمّد حتّى يفرغوا من تلك الصلاة».
و أمّا استحباب استقبال القبلة حالالأذان فقد ادّعي عليه الإجماع و يتأكّدفي الشهادتين للصحيح «عن الرّجل يؤذّن وهو يمشي؟ قال: نعم إذا كان في التشهّدمستقبل القبلة فلا بأس».
و أمّا استحباب رفع الصوت فللصحاحالمستفيضة ففي بعضها و هي صحيحة معاويةابن وهب أنّه سأل أبا عبد اللّه عليهالسّلام عن الأذان فقال: اجهر به و ارفع بهصوتك و إذا أقمت فدون ذلك».
و أمّا وجه إسرار المرأة بالأذان فما يقالمن أنّ صوتها عورة يجب أو يستحبّ ستره عنالأجانب.