جعلت فداك الصلاة خلف من وقف على أبيك وجدّك صلوات اللّه عليهم؟ فأجاب لا تصلّوراءه» و أمّا اعتبار العدالة فلا خلاففيه في الجملة و ادّعى عليه الإجماع كثيرمن الأصحاب و يدلّ عليه مضافا إلى ذلك جملةمن الأخبار منها ما رواه الشيخ بإسناده عنعليّ بن راشد قال: «قلت لأبي جعفر عليهالسّلام: إنّ مواليك قد اختلفوا فأصلّيخلفهم جميعا فقال: لا تصلّ إلّا خلف من تثقبدينه و أمانته» إذ المتبادر منه إرادة منتطمئنّ بتديّنه و صلاحه و هو معنىالعدالة، و عن الكافي نقلها بإسقاط قوله«و أمانته» و منها مضمرة سماعة قال: «سألتهعن رجل كان يصلّي فخرج الإمام و قد صلّىالرّجل ركعة من صلاة فريضة قال: إن كانإماما عدلا فليصلّ اخرى فينصرف و يجعلهاتطوّعا و ليدخل مع الإمام في صلاته كما هوو إن لم يكن إمام عدل فليبن على صلاته كماهو و يصلّي ركعة أخرى و يجلس قدر ما يقول:«أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريكله و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله» ثمّليتمّ صلاته معه على ما استطاع فإنّالتقيّة واسعة الحديث» و استدلّ أيضا بماعن مستطرفات السرائر نقلا من كتاب أبي عبداللّه السيّاري صاحب موسى و الرّضا عليهماالسّلام قال: «قلت لأبي جعفر الثاني عليهالسّلام: قوم من مواليك يجتمعون فتحضرالصلاة فيقدّم بعضهم فيصلّي بهم جماعة؟فقال: إن كان الّذي يؤمّهم ليس بينه و بيناللّه طلبة فليفعل، قال: و قلت له مرّةاخرى: إنّ القوم من مواليك يجتمعون فتحضرالصلاة فيؤذّن بعضهم و يتقدّم أحدهمفيصلّي بهم؟ فقال: إن كانت قلوبهم كلّهاواحدة فلا بأس، قال: و من لهم بمعرفة ذلك؟قال فدعوا الإمامة لأهلها» و يمكن أن يقال:أمّا تحصيل الإجماع على اعتبار العدالةبالمعنى المعروف عند المتأخّرين فمشكل معأنّها مفسّرة عند بعض بغير هذا، و أمّاالأخبار فدلالتها غير واضحة فإنّ الوثوقبالدّيانة و الأمانة يجتمع مع ارتكابالكبيرة و عدم التوبة و الظاهر عندهممنافاته مع العدالة