يريد السفر فيخرج متى يقصّر؟ قال: إذاتوارى من البيوت الحديث» و منها صحيحة ابنسنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«سألته عن التقصير قال: «إذا كنت في الموضعالّذي تستمع فيه الأذان فأتمّ و إذا كنت فيالموضع الّذي لا تسمع فيه الأذان فقصّر وإذا قدمت من سفرك فمثل ذلك» و منها المرويّعن محاسن البرقي في الصحيح عن حمّاد بنعثمان، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«إذا سمع الأذان أتمّ المسافر» و لا يعارضهذه الأخبار بعض الأخبار الّذي ربّما يظهرمنه عدم اشتراط الوصول إلى الحدّ المذكورلعدم العمل به فيردّ علمه إلى أهله ثمّإنّه قد استشكل في المقام بأنّ عدم سماعالأذان يكون متخلّفا غالبا عن خفاءالجدران المعبّر به عن التواري من البيوتفلا يمكن الجمع بين الدّليلين فحيث يكونخفاء الجدران أخصّ يلغو اعتباره لكونهمسبوقا بخفاء الأذان، و قد يجاب عن هذاالإشكال بأنّ المعتبر في صحيحة محمّد بنمسلم المتقدّمة توارى الإنسان عن البيوت،لا تواري البيوت عن الإنسان كما وقع فيالتعبيرات بتواري الجدران و هذا أيضا مشكلفإنّ الظاهر أنّ توارى الإنسان عن البيوتأيضا أخصّ و نظير هذا الإشكال وقع في تحديدالكرّ بالوزن و المساحة حيث قيل بخلف أحدالحدّين عن الآخر و قد يقال: هناك بالحملعلى مرتبتي النظافة نظير الاختلاف فيمقدار منزوحات البئر بل الاختلاف بين مادلّ على عدم تنجّس ماء البئر و ما دلّ علىنجاسته بوقوع الأعيان النجسة فيها فلايبعد أن يقال في المقام بأنّ الوصول إلىحدّ لا يسمع الأذان مرخّص للإفطار و قصرالصلاة و أحسن منه أن يؤخّر المسافر إلىالوصول إلى حدّ من البعد يكون متواريا عنالجدران و البيوت بحيث لا يشاهده من فيالبيوت و هذا احتمال لم أجد لأحد التعرّضله، ثمّ إنّه يظهر من ذيل صحيحة ابن سنان والمرويّ عن محاسن البرقي اعتبار ما ذكر فيالرّجوع عن السفر أيضا و هو المشهور و لايعارض بما دلّ على خلافه لإعراض المشهورعن العمل به، فممّا دلّ على الخلاف روايةمعاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه عليهالسّلام قال: «إنّ أهل مكّة إذا زارواالبيت و دخلوا منازلهم أتمّوا و إذا