أيّام، فقلت: إنّ أصحابنا رووا عنك إنّكأمرتهم بالتمام، فقال: أصحابك كانوايدخلون المسجد فيصلّون و يأخذون نعالهم ويخرجون، و الناس يستقبلونهم يدخلونالمسجد للصلاة فأمرتهم بالتمام» و منهاصحيحة محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال:
«سألت الرّضا عليه السّلام عن الصلاةبمكّة و المدينة بتقصير أو إتمام، فقال:قصّر ما لم تعزم على مقام عشرة أيّام» و لامجال للجمع العرفي بين الطرفين إلّا أنّالظاهر صدور الطائفة الثانية تقيّة، ويشهد له ما دلّ من الأخبار أنّ الإتمام فيالمواطن الأربعة من مخزون علم اللّه أو منالأمر المذخور، فالطائفة الثانية بملاحظةما ذكر محمولة على التقيّة، و يدلّ علىالتخيير و أفضليّة الإتمام مضافا إلى ماذكر رواية عليّ بن يقطين قال: «سألت أباإبراهيم عليه السّلام عن التقصير بمكّةفقال عليه السّلام: أتمّ و ليس بواجب إلّاأنّي أحبّ لك ما أحبّ لنفسي» و روايةالحسين بن المختار عن أبي إبراهيم عليهالسّلام قال: «قلت له: إنّا إذا دخلنا مكّةو المدينة نتم أو نقصّر؟
قال عليه السّلام: إن قصّرت فذلك و إنأتممت فهو خير تزداد» و أمّا تعيينالمواطن فالظاهر أنّ المراد من الحرمينالشريفين تمام البلدين لصحيحة عليّ بنمهزيار المتقدّمة آنفا ففي ذيلها «فقلتله: بعد ذلك بسنتين مشافهة: إنّي كتبت إليكبكذا و أجبتني بكذا؟ فقال: نعم، فقلت: أيّشيء تعني بالحرمين؟ فقال عليه السّلام:
مكّة و المدينة- الخبر» و على هذا فما وردفيه التعبير بالمسجدين لعلّه من بابالغلبة فلا يوجب التقييد، و أمّا الموطنانالآخران فقد يقال: إنّ محلّ التخيير مجموعالبلدين للتعبير في بعض الأخبار بحرم أميرالمؤمنين و حرم الحسين عليهما السّلام كمافي صحيحة حمّاد المتقدّمة آنفا، و استشكلبأنّه لا يصحّ حمل هذه الكلمة على كلّ موضعصار محترما لأجلهما عليهما السّلام والشاهد على ذلك أنّ الموضع الّذي صارمحترما بواسطة القرب إلى البيت الشريف ماكان يخفى على مثل ابن مهزيار، و مع ذلك سئلعن المراد من الحرمين و مثل هذا السؤال والجواب ما وقع في مورد حرم أمير المؤمنين وحرم الحسين عليهما السّلام و في هذاالإشكال نظر لأنّ الحرم ليس له معنى