امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
فإن اللّه لهم بالمرصاد و سوف يظهر خبيثأسرارهم و يكشف عن دنيء نيّاتهم، فقال:قُلِ اسْتَهْزِؤُا إِنَّ اللَّهَمُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ.تجدر الإشارة إلى أنّ جملة (استهزءوا) منقبيل الأمر لأجل التهديد كما يقول الإنسانلعدوّه: اعمل كل ما تستطيع من أذى و إضرارلترى عاقبة أمرك، و مثل هذه الأساليب والتعبيرات تستعمل في مقام التهديد.كما يجب الالتفات إلى أنّنا نفهم من الآيةبصورة ضمنية أنّ هؤلاء المنافقين يعلمونبأحقية دعوة النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم و صدقها، و يعلمون في ضميرهم ووجدانهم ارتباط النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم باللّه سبحانه و تعالى، إلّاأنهم لعنادهم و إصرارهم بدل أن يؤمنوا به ويسلموا بين يديه، فإنّهم بدأوا بمحاربته وإضعاف دعوته المباركة، و لذلك قال القرآنالكريم: يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْتُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌتُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ.و ينبغي الالتفات إلى أنّ جملة تُنَزَّلَعَلَيْهِمْ لا تعني أن أمثال هذه الآياتكانت تنزل على المنافقين، بل المقصودأنّها كانت تنزل في شأن المنافقين و تبيّنأحوالهم.أمّا الآية الثّانية فإنّها أشارت إلىأسلوب آخر من أساليب المنافقين، و قالت:وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّإِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَ نَلْعَبُ «1».أي إذا سألتهم عن الدافع لهم على هذهالأعمال المشينة قالوا: نحن نمزح و بذلكضمنوا طريق العودة، فهم من جهة كانوايخططون المؤامرات، و يبثون السموم، فإذاتحقق هدفهم فقد وصلوا إلى مآربهم الخبيثةأمّا إذا افتضح أمرهم فإنّهم سيتذرعون ويعتذرون بأنّهم كانوا يمزحون، و عن هذاالطريق سيتخلصون من معاقبة النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم و الناس لهم.إن المنافقين في أي زمان، تجمعهم وحدةالخطط، و الضرب على نفس الوتر،