امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 6

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فإن اللّه لهم بالمرصاد و سوف يظهر خبيثأسرارهم و يكشف عن دني‏ء نيّاتهم، فقال:قُلِ اسْتَهْزِؤُا إِنَّ اللَّهَمُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ.

تجدر الإشارة إلى أنّ جملة (استهزءوا) منقبيل الأمر لأجل التهديد كما يقول الإنسانلعدوّه: اعمل كل ما تستطيع من أذى و إضرارلترى عاقبة أمرك، و مثل هذه الأساليب والتعبيرات تستعمل في مقام التهديد.

كما يجب الالتفات إلى أنّنا نفهم من الآيةبصورة ضمنية أنّ هؤلاء المنافقين يعلمونبأحقية دعوة النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم و صدقها، و يعلمون في ضميرهم ووجدانهم ارتباط النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم باللّه سبحانه و تعالى، إلّاأنهم لعنادهم و إصرارهم بدل أن يؤمنوا به ويسلموا بين يديه، فإنّهم بدأوا بمحاربته وإضعاف دعوته المباركة، و لذلك قال القرآنالكريم: يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْتُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌتُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ.

و ينبغي الالتفات إلى أنّ جملة تُنَزَّلَعَلَيْهِمْ لا تعني أن أمثال هذه الآياتكانت تنزل على المنافقين، بل المقصودأنّها كانت تنزل في شأن المنافقين و تبيّنأحوالهم.

أمّا الآية الثّانية فإنّها أشارت إلىأسلوب آخر من أساليب المنافقين، و قالت:

وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّإِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَ نَلْعَبُ «1».أي إذا سألتهم عن الدافع لهم على هذهالأعمال المشينة قالوا: نحن نمزح و بذلكضمنوا طريق العودة، فهم من جهة كانوايخططون المؤامرات، و يبثون السموم، فإذاتحقق هدفهم فقد وصلوا إلى مآربهم الخبيثةأمّا إذا افتضح أمرهم فإنّهم سيتذرعون ويعتذرون بأنّهم كانوا يمزحون، و عن هذاالطريق سيتخلصون من معاقبة النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم و الناس لهم.

إن المنافقين في أي زمان، تجمعهم وحدةالخطط، و الضرب على نفس الوتر،

(1) خوض على وزن حوض، و هو- كما ورد في كتباللغة- بمعنى الدخول التدريجي في الماء،ثمّ أطلقت على الدخول في مختلف الأعمال منباب الكناية، إلّا أنّها جاءت في القرآنغالبا بمعنى الدخول أو الشروع بالأعمال أوالأقوال القبيحة البذيئة.

/ 584