امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
يبذلون الأموال الطائلة من أجل الوصولإلى أغراضهم و آمالهم الشريرة الدنيئة، وربّما بذلوها رياء و سمعة، لكنّهم لايقدمون على البذل على أساس الإخلاص للّهسبحانه و تعالى.الرّابعة: إنّ كل أعمالهم و أقوالهم وسلوكهم يوضح أن هؤلاء قد نسوا اللّه، والوضع الذي يعيشونه يبيّن أن اللّه قدنسيهم في المقابل، و بالتالي فإنّهم قدحرموا من توفيق اللّه و تسديده و مواهبهالسنية، أي أنّه سبحانه قد عاملهم معاملةالمنسيين، و آثار و علامات هذا النسيانالمتقابل واضحة في كل مراحل حياتهم، و إلىهذا تشير الآية: نَسُوا اللَّهَفَنَسِيَهُمْ.و هنا نودّ الإشارة إلى أن نسبة النسيانإلى اللّه جلّ و علا ليست نسبة واقعية وحقيقية- كما هو المعلوم بديهة- بل هي كنايةعن معاملة لهؤلاء معاملة الناسي، أي إنّهلا يشملهم برحمته و توفيقه لأنّهم نسوه فيالبداية، و مثل هذا التعبير متداول حتى فيالحياة اليومية بين الناس، فقد نقول لشخصمثلا: إنّنا سوف ننساك عند إعطاء الأجرة أوالجائزة لأنّك قد نسيت واجبك، و هذا تعبيريعني أنّنا سوف لا نعطيه أجره و مكافأته. وهذا المعنى ورد كثيرا في روايات أهل البيتعليهم السّلام «1».و ممّا ينبغي الالتفات إليه أنّ موضوعنسيان اللّه تعالى قد عطف بفاء التفريععلى نسيان هؤلاء القوم، و هذا يعني أنّنتيجة نسيان هؤلاء لأوامر اللّه تعالى وطغيانهم و عصيانهم هي حرمانهم من مواهباللّه و رحمته و عنايته.الخامسة: إنّ المنافقين فاسقون و خارجونمن دائرة طاعة أوامر اللّه سبحانه وتعالى، و قالت الآية: إِنَّالْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ.و نلاحظ أنّ هذه الصفات المشتركة متوفرةفي المنافقين في كل الاعصار.فمنافقو عصرنا الحاضر و إن تلبسوا بصور وأشكال جديدة، إلّا أنّهم يتحدون في الصفاتو الأصول المذكورة أعلاه مع منافقي العصورالغابرة، فإنّهم كسابقيهم