امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
طريق قضاء الشهوات و المعصية و الفساد والانحراف، فإنّكم قد تمتعتم بنصيبكمكهؤلاء: فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْفَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَااسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْبِخَلاقِهِمْ و الخلاق في اللغة بمعنىالنصيب و الحصة، يقول الراغب في مفرداته:أنّها مأخوذة من مادة (خلق)، و يحتمل- علىهذا- أن الإنسان قد يستفيد و يتمتع بنصيبهفي هذه الحياة الدنيا بما يناسب خلقه وخصاله.ثمّ تقول بعد ذلك: إنّكم كمن مضى منأمثالكم قد أوغلتم و سلكتم مسلك الاستهزاءو السخرية، تماما كهؤلاء: وَ خُضْتُمْكَالَّذِي خاضُوا «1».ثمّ تبيّن الآية عاقبة أعمال المنافقينالماضين لتحذر المنافقين المعاصرين للنبيصلّى الله عليه وآله وسلّم و كل منافقيالعالم في جملتين:الأولى: إن كل أعمال المنافقين قد ذهبتأدراج الرياح، في الدنيا و الآخرة، و لميحصلوا على أي نتيجة حسنة، فقالت:حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.الثّانية: إنّ هؤلاء هم الخاسرونالحقيقيون بما عملوه من الأعمال السيئة:وَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ.إن هؤلاء المنافقين يمكن أن يستفيدوا ويحققوا بعض المكاسب و الامتيازات من أعمالالنفاق، لكن ما يحصلون عليه مؤقت و محدود،فإنّنا إذا أمعنا النظر فسنرى أن هؤلاء لميجنوا من سلوك هذا الطريق شيئا، لا فيالدنيا و لا في الآخرة، كما يعكس التاريخهذه الحقيقة، و يبيّن كيف أنّ المنافقينعلى مرّ الدهور و الأيّام قد توالت عليهمالنكبات و أزرت بهم و حكمت عليهم بالفناء والزوال، كما أن ممّا لا شك فيها أنّ هذهالعاقبة الدنيوية تبيّن المصير الذيينتظرهم في الآخرة.