امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
إن الآية الكريمة تنبه المنافقينالمعاصرين للنّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم فتقول لهم: إنّكم ترون أنّ هؤلاءالسابقين رغم تلك الإمكانات و القدرات والأموال و الأولاد لم يصلوا إلى نتيجة، وأنّ أعمالهم قد أصبحت هباء منثورا لأنّهالم تستند إلى أساس محكم، بل كانت أعمالنفاق و مراوغة، فإنّكم ستواجهون ذلكالمصير بطريق أولى، لأنّكم أقل من هؤلاءقدرة و قوة و امكانات.و بعد هذه الآيات يتحول الحديث منالمنافقين و يتوجه إلى النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم و يتبع أسلول الاستفهامالإنكاري، فتقول الآية: أَ لَمْيَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْقَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَ عادٍ وَثَمُودَ وَ قَوْمِ إِبْراهِيمَ وَأَصْحابِ مَدْيَنَ وَ الْمُؤْتَفِكاتِ«1» فإنّ هذه الأقوام كانت في الأزمانالسالفة تسيطر على مناطق مهمّة من العالم،إلّا أن كل فئة قد ابتليت بنوع من العقابالإلهي نتيجة لانحرافها و طغيانها وإجرامها، و فرارها من الحق و العدالة، وإقدامها على الظلم و الاستبداد و الفساد.فقوم نوح عوقبوا بالطوفان و الغرق، و قومعاد (قوم هود) بالرياح العاصفة و الرعب، وقوم ثمود (قوم صالح) بالزلازل و الهدم والدمار، و قوم إبراهيم بسلب النعم، وأصحاب مدين (قوم شعيب) بالصواعق المحرقة، وقوم لوط بخسف المدن و فنائهم جميعا. و لميبق من هؤلاء إلّا الجثث الهامدة، والعظام النخرة تحت التراب أو في أعماقالبحار.إنّ هذه الحوادث المرعبة تهز وجدان وأحاسيس كل إنسان إذا امتلك أدنى إحساس وشعور عند مطالعتها و تحقيقها.و رغم طغيان هؤلاء و تمردهم فانّ اللّهالرؤوف الرحيم لم يحرم هؤلاء من رحمته وعطفه لحظة، و قد أرسل إليهم الرسل بالآياتالبينات لهدايتهم و إنقاذهم من الضلالة إذأَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِإلّا أن هؤلاء لم يصغوا إلى آية موعظة ولم